تاریخ ابن خلدون جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 1

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

احتيج إلى معرفة الأسانيد و تعديلالنّاقلين (1) للتّمييز بين الصّحيح منالأسانيد و ما دونه ثمّ كثر استخراج أحكامالواقعات من الكتاب و السّنّة و فسد مع ذلكاللّسان فاحتيج إلى وضع القوانينالنّحويّة و صارت العلوم الشّرعيّة كلّهاملكات في الاستنباطات و الاستخراج والتّنظير و القياس و احتاجت (2) إلى علومأخرى و هي الوسائل لها من معرفة قوانينالعربيّة و قوانين ذلك الاستنباط و القياسو الذّبّ عن العقائد الإيمانيّة بالأدلّةلكثرة البدع و الإلحاد فصارت هذه العلومكلّها علوما ذات ملكات محتاجة إلىالتّعليم فاندرجت في جملة الصّنائع. و قدكنّا قدّمنا أنّ الصّنائع من منتحل الحضرو أنّ العرب أبعد النّاس عنها فصارتالعلوم لذلك حضريّة و بعد عنها العرب و عنسوقها. و الحضر لذلك العهد هم العجم أو منهم في معناهم من الموالي و أهل الحواضرالّذين هم يومئذ تبع للعجم في الحضارة وأحوالها من الصّنائع و الحرف لأنّهم أقومعلى ذلك للحضارة الرّاسخة فيهم منذ دولةالفرس فكان صاحب صناعة النّحو سيبويه والفارسيّ من بعده و الزّجّاج من بعدهما وكلّهم عجم في أنسابهم. و إنّما ربّوا فياللّسان العربيّ فاكتسبوه بالمربى ومخالطة العرب و صيّروه قوانين و فنّا لمنبعدهم. و كذا حملة الحديث الّذين حفظوه عنأهل الإسلام أكثرهم عجم أو مستعجمونباللّغة و المربى لاتّساع الفنّ بالعراق.و كان علماء أصول الفقه كلّهم عجما كمايعرف و كذا حملة علم الكلام و كذا أكثرالمفسّرين. و لم يقم بحفظ العلم و تدوينهإلّا الأعاجم. و ظهر مصداق قوله صلّى اللهعليه وسلّم: «لو تعلّق العلم بأكنافالسّماء لناله قوم من أهل فارس». و أمّاالعرب الّذين أدركوا هذه الحضارة و سوقهاو خرجوا إليها عن البداوة فشغلتهمالرّئاسة في الدّولة العبّاسيّة و مادفعوا إليه من القيام بالملك عن القيامبالعلم، و النظر فيه، فإنّهم كانوا أهلالدّولة و حاميتها و أولي سياستها مع مايلحقهم من‏

(1) و في النسخة الباريسية: الرواة.

(2) و في النسخة الباريسية: و احتيج.

/ 839