تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
افكا و ضلوا ضلالا بعيدا ، و وقعوا في الحيرة اذ تركوا الامام عن بصيرة ، زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل و كانوا مستبصرين ، رغبوا عن اختيار الله و اختيار رسول الله إلى اختيارهم ، و القرآن يناديهم : ( و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالى عما يشركون و قال عز و جل : و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ) .99 - في كتاب كمال الدين و تمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل و فيه : قلت : فأخبرني يا ابن مولاى عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الامام لانفسهم ؟ قال : مصلح ام مفسد ؟ قلت : مصلح ، قال : فهل يجوز ان تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد ؟ قلت : بلى .قال : فهي العلة ، و أوردها لك ببرهان ينقاد لك عقلك .ثم قال عليه السلام : أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله عز و جل و أنزل عليهم الكتب و أيدهم بالوحي و العصمة اذ هم إعلام الامم اهدى إلى الاختيار منهم مثل موسى و عيسى عليهم السلام هل يجوز مع وفور عقلهما اذ هما بالاختيار ان تقع خيرتهما على المنافق و هما يظنان انه مؤمن ؟ قلت : لا قال : هذا موسى كليم الله مع وفور عقله و كمال علمه و نزول الوحي عليه اختار من اعيان قومه و وجوه عسكره لميقات ربه عز و جل سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم و إخلاصهم ، فوقع خيرته على المنافقين قال الله عز و جل : ( و اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا إلى قوله : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ) فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله عز و جل للنبوة واقعا على الافسد دون الاصلح و هو يظن انه الاصلح دون الافسد ، علمنا ان الاختيار لا يجوز أن يفعل الا ممن يعلم ما تخفى الصدور ، و تكن الضماير ، و تنصرف اليه السرائر ، و ان لا خطر لاختيار المهاجرين و الانصار بعد وقوع خيرة الانبياء على ذوى الفساد لما أرادوا أهل الصلاح .100 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل : و تعلم ان نواصى الخلق بيده فليس له نفس و لا لحظة الا بقدرته و مشيته .و هم عاجزون عن اتيان