تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
أعظم كانت المثوبة و الجزاء أجزل ، ألا ترون ان الله جل ثناؤه اختبر الاولين من لدن آدم إلى آخرين من هذا العالم بأحجار ما تضر و لا تنفع ، و لا تبصر و لا تسمع ، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما .ثم جعله بأوعر ( 1 ) بقاع الارض حجرا و أقل نتائق الدنيا مدرا ( 2 ) و أضيق بطون الاودية معاشا ، و أغلظ محال المسلمين مياها بين جبال خشنة و رمال دمثة ( 3 ) و قرى منقطعة و اثر من مواضع قطر السماء داثر ( 4 ) ليس يزكو به خف و لا ظلف و لا حافر ( 5 ) ثم امر آدم و ولده أن يثنوا أعطافهم نحوه فصار مثابة لمنتجع أسفارهم و غاية لملقى رحالهم تهوى اليه ثمار الافئدة من مفاوز قفار متصلة و جزائر بحار منقطعة و مهاوى فجاج عميقة حتى يهزوا مناكبهم ذللا لله حوله و يرملوا على أقدامهم شعثا غبرا له قد نبذوا القنع و السرابيل وراء ظهورهم و حسورا بالشعور حلقا عن رؤوسهم ( 6 ) ابتلاءا عظيما و احتبارا كبيرا و امتحانا شديدا و تمحيصا بليغا و قنوتا