تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
الثانية آذر و الثالة دى و الرابعة بهمن و الخامسة اسفندار و السادسة فروردين و السابعة آذربهشت و الثامنة ارذار ( 1 ) و التاسعة مرداد و العاشرة تير و الحادي عشرة مهر و الثاني - عشرة شهريور و كانت أعظم مدائنهم اسفندار و هي التي ينزلها ملكهم و كان يسمى تر كوذبن عابور بن يارش بن سار بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم عليه السلام و بها العين و الصنوبرة و قد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة فنبتت الحبة و صارت شجرة عظيمة ، و حرموا ماء العين و الانهار و لا يشربون منها و لا أنعامهم ، و من فعل ذلك قتلوه و يقولون هو حيوة آلهتنا ، فلا ينبغي لاحد أن ينقص من حيوتها و يشربون هم و أنعامهم عن نهر الرس الذي عليه قراهم ، و قد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع اليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة ( 2 ) من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشياة و بقر فيذبحونها قربانا للشجرة ، و يشتعلون فيها النيران بالحطب ، فإذا سطع دخان الذبايح و قتارها ( 3 ) في الهواء ، و حال بينهم و بين النظر إلى السماء خروا سجدا للشجرة يبكون و يتضرعون إليها أن ترضى عنهم ، و كان الشيطان يجئ ، فيحرك أغصانها و يصيح من ساقها صياح الصبي : انى قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينا فيرفعون رؤوسهم عند ذلك و يشربون الخمر و يضربون بالمعازف ( 4 ) و يأخذون الدست بند ، فيكون على ذلك يومهم و ليلتهم ثم ينصرفون ، و انما سمت العجم شهورها بابان ماه و آذر ماه و غيرهما اشتقاقا من أسماء تلك القرى ، لقول أهلها بعضهم لبعض هذا عيد شهر كذا ، وعيد شهر كذا ، حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع عليها صغيرهم و كبيرهم ، فضربوا عند الصنوبرة و العين سرادقات من ديباج عليه أنواع الصورة اثنى عشر بابا ، كل باب لاهل قرية منهم و يسجدون