تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
اختلاف ألسنتكم و ألوانكم ان في ذلك لا يأت للعالمين و هم العلماء فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به الا عرفه : ناج أو هالك ، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم ، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .26 - و باسناده إلى ابى جعفر عليه السلام قال : كفى لاولى الالباب بخلق الرب المسخر و ملك الرب القاهر ، إلى قوله : و ما انطلق به ألسن العباد و ما أرسل به الرسل و ما أنزل على العباد دليلا على الرب .27 - في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن ابى عبد الله الصادق عليه السلام في الرد على الدهرية : تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست اسماؤه به على الانسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره و ما يخطر بقلبه و نتيجة فكره ، به يفهم غيره ما في نفسه ( 1 ) و لو لا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشيء ، و لا تفهم عن مخبر شيئا ، و كذلك الكتابة التي بها تفيد اخبار الماضين للباقين ، و اخبار الباقين للاتين ، و بها تجلد الكتب في العلوم و الاداب و غيرها ، و بها يحفظ الانسان ذكر ما يجرى بينه و بين غيره من المعاملات و الحساب ، و لولاها لانقطع اخبار بعض الازمنة عن بعض ، و اخبار الغائبين عن أوطانهم ، و درست العلوم و ضاعت الاداب ، و عظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم و معاملاتهم ، و ما يحتاجون إلى النظر فيه من امر دينهم و ما روى لهم مما لا يسعهم جهله ، و لعلك تظن انها مما يخلص اليه بالحيلة و الفطنة ، و ليست مما أعطيه الانسان من خلقه و طباعه ، و كذلك الكلام انما هو شيء يصطلح عليه الناس فيجرى بينهم ، و لهذا صار يختلف في الامم المختلفة بألسن مختلفة و كذلك الكتابة ككتابة العربى و السريانى و العبرانى و الرومي و غيرها من ساير الكتابة التي هى متفرقة في الامم انما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا على الكلام ، فيقال لمن ادعى ذلك ان الانسان و ان كان له في الامرين جميعا فعل أو حيلة