تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
للصنوبرة خارجا من السرداق ، و يقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة في قراهم ، فيجئ إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا فيتكلم من جوفها كلاما جهوريا و يعدهم و يمنيهم بأكثر مما وعدتهم و منتهم الشياطين كلها ، فيرفعون رؤوسهم من السجود و بهم من الفرح و النشاط ما لا يفيقون و لا يتكلمون من الشرب و العزف فيكونون على ذلك اثنى عشر يوما و لياليها بعد أعيادهم سائر السنة : ثم ينصرفون .فلما طال كفرهم بالله عز و جل و عبادتهم غيره ، بعث الله عز و جل إليهم نبيا من بني إسرائيل من ولد يهود ابن يعقوب ، فلبث فيهم زمانا يدعوهم إلى عبادة الله عز و جل و معرفته و ربوبيته فلا يتبعونه ، فلما راى شدة تماديهم في ألغي و الضلال ، و تركهم قبول ما دعاهم اليه من الرشد و النجاح ، و حضر عيد قريتهم العظمى قال : يا رب ان عبادك أبوا الا تكذيبى و الكفر ، و غدوا يعبدون شجرة لا تنفع و لا تضر ، فأيبس شجرهم اجمع و أرهم قدرتك و سلطانك فأصبح القوم و قد يبس شجرهم ، فهالهم ذلك و فظع بهم و صاروا فرقتين ، فرقة قال : سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم انه رسول رب السماء و الارض إليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى الهه ، و فرقة قالت : لا ، بل غضب آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها و يقع فيها و يدعوكم إلى عبادة غيرها ، فحجبت حسنها و بهاء ها لكي تغضبوا عليه فتنتصروا منه ، فأجمع رأيهم على قتله فاتخذوا أنابيب ( 1 ) طوالا من رصاص واسعة الافواه ، ثم أرسلوها في قرار العين إلى أعلى الماء واحدة فوق الاخرى مثل البرابخ ( 2 ) و نزحوا فيها من الماء ، ثم حفروا في قرارها بئرا ضيقة المدخل عميقة و أرسلوا فيها نبيهم و ألقموا فاها صخرة عظيمة ، ثم أخرج الانابيب من الماء و قالوا نرجو ألان أن ترضى عنها آلهتنا إذا رأت انا قد قتلنا من كان يقع فيها و يصد عن عبادتها و دفناه تحت كبيرها يتشفى منه ، فيعود لنا نورها و نضرتها