تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
فغشاه بها من قرنه إلى قدمه و هو نائم ، و غطاه بالحكمة غطاء ، فاستيقظ و هو أحكم الناس في زمانه ، و خرج على الناس ينطق بالحكمة و يبثها فيها ( 1 ) قال : فلما أوتي الحكم بالخلافة و لم يقبلها أمر الله عز و جل الملائكة فنادت داود عليه السلام بالخلافة فقبلها و لم يشترط فيها بشرط لقمان ، فأعطاه الله عز و جل الخلافة في الارض و ابتلى بها مرة كل ذلك يهوى في الخطاء ، يقيله الله تعالى و يغفر له ، و كان لقمان يكثر زيارة داود عليه السلام و يعظه بمواعظه و حكمته و فضل علمه ، و كان داود عليه السلام يقول له : طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة و صرفت عنك البلية ، و أعطى داود عليه السلام الخلافة و ابتلى بالحكم و الفتنة .ثم قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عز و جل : و اذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم قال : فوعظ لقمان ابنه بآثار حتى تقطر و انشق ( 2 ) و كان فيما وعظه به يا حماد أن قال : يا بني انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها و استقبلت الاخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت عنها متباعد .يا بني جالس العلماء و زاحمهم بركبتيك ، و لا تجادلهم فيمنعوك ، و خذ من الدنيا بلاغا و لا ترفضها فتكون عيالا على الناس ، و لا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك ، و صم صوما يقطع شهوتك و لا تصم صياما يمنعك من الصلوة .فان الصلوة أحب إلى الله من الصيام ، يا بني ان الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير ، فاجعل سفينتك فيها الايمان ، و اجعل شراعها التوكل ، و اجعل زادك فيها تقوى الله ، فان نجوت فبرحمة الله و ان هلكت فبذنوبك ، يا بني ان تادبت صغيرا انتفعت كثيرا ، و من عني بالادب اهتم به و من اهتم به تكلف علمه ، و من تكلف علمه اشتد له طلبه ، و من اشتد طلبه أدرك منفعته ، فاتخذه عادة فانك تخلف في سلفك ، و ينتفع به من خلفك ، و يرتجيك فيه راغب و يخشى صولتك راهب ، و اياك و الكسل عنه بالطلب لغيره ، فان غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الاخرة ، و إذا فاتك طلب العلم في مظانه فقد غلبت على الاخرة ، و اجعل في