تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
78 - و فيه و قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصية لابنه محمد بن الحنفية : يا بني إياك و الاتكال على الامانى فانها بضائع النوكى و تثبط عن الاخرة ( 1 ) يا بني لا شرف أعلى من الاسلام ، و لا كرم أعز من التقوي ، و لا معقل أحرز من الورع ، و لا شفيع أنجح من التوبة ، و لا لباس أجمل من العافية ، و لا وقاية أمنع من السلامة ، و لا كنز أغنى من القنوع و لا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت ، و من اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة ، و تبوأ خفض الدعة ( 2 ) يا بني الرزق رزقان : رزق تطلبه و رزق يطلبك ، فان لم تأته أتاك ، فلا تحمل هم سنتك على هم يومك كفاك كل يوم ما هو فيه ، فان تكن السنة من عمرك فان الله عز و جل سيأتيك في كل غد بجديدها قسم لك ، و ان لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بغم و هم ما ليس لك ، و اعلم ان لن يسبقك إلى رزقك طالب ، و لن يغلبك عليه غالب ، و لن يحتجب عنك ما قدر لك ، فكم رأيت من طالب متعب نفسه مقتر عليه رزقه ( 3 ) و مقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير ، و كل مقرون به الفناء اليوم لك و أنت من بلوغ غد على يقين ، و لرب مستقبل يوما ليس بمستدبره و مغبوط في أول ليلة قام في آخرها بواكيه ، فلا يغرنكم من الله طول حلول النعم و ابطاء موارد النقم ، فانه لو خشى الفوت عاجل بالعقوبة قبل الموت ، يا بني اقبل من الحكماء مواعظهم و تدبر أحكامهم ، و اعلم ان رأس العقل بعد الايمان بالله عز و جل مداراة الناس ، و لا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته حتى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلا ، فانى وجدت جميع ما يتعايش به الناس و به يتعاشرون ملء مكيال ، ثلثاه استحسان و ثلثه تغافل ، أعلم يا بني انه لابد لك من حسن الارتياد ( 4 ) و بلاغك من الزاد مع خفة الظهر ، فلا تحمل على ظهرك فوق طاقتك فيكون