تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
حبنا وحب عدونا في جوف إنسان ، ان الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه فيحب بهذا و يبغض بهذا .فاما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه ، فمن أراد ان يعلم فليمتحن قلبه ، فان شارك في حبنا حب عدونا فليس منا ، و لسنا منه ، و الله عدوهم و جبرئيل و ميكائيل و الله عدو للكافرين .8 - في مجمع البيان و قال أبو عبد الله عليه السلام : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، يحب بهذا قوما ، و يحب بهذا أعدائهم .9 - و فيه قوله : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) نزل في أبى معمر حميد بن معمر بن حبيب الفهدى ، و كان لبيبا حافظا لما يسمع ، و كان يقول : ان في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد ، و كانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر و هزم المشركون و فيهم أبو معمر تلقاه أبو سفيان بن حرب و هو آخذ بيده احدى نعليه ، فقال له : يابا معمر ما حال الناس ؟ قال : انهزموا قال : فما بالك احدى نعليك في يدك و الاخرى في رجلك ؟ فقال أبو معمر : ما شعرت الا انهما في رجلي ، فعرفوا يومئذ انه لم يكن له الا قلب واحد لما نسى نعله في يده .10 - في تفسير على بن إبراهيم و قال على بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز و جل و ما جعل ادعيائكم أبنائكم فانه حدثني ابى عن ابن ابى عمير عن ابى عبد الله عليه السلام قال : كان سبب ذلك ان رسول الله صلى الله عليه و اله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة ، ورأى زيدا يباع و رآه غلاما كيسا حصينا ، فاشتراه فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه و اله دعاه إلى الاسلام فاسلم ، و كان يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر ولده زيد قدم مكة ، و كان رجلا جليلا فاتى ابا طالب فقال : يابا طالب ان ابنى وقع عليه السبي و بلغنى انه صار إلى ابن اخيك تسأله إما ان يبيعه و اما ان يفاديه و اما ان يعتقه ، فكلم أبو طالب رسول الله صلى الله عليه و اله فقال رسول الله : هو حر فليذهب حيث شاء ، فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له : يا بني الحق بشرفك و حسبك فقال زيد : لست افارق رسول الله فقال له أبوه : فتدع حسبك و نسبك و تكون عبدا لقريش ؟ فقال زيد : لست افارق رسول الله صلى الله عليه و اله ما دمت حيا ، فغضب أبوه فقال : يا معشر قريش اشهدوا انى قد برئت منه و ليس هو