تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
خيبر و خرج حيى بن أخطب إلى قريش بمكة و قال لهم : ان محمدا قد وتركم و وترنا و أجلانا من المدينة من ديارنا و أموالنا و اجلا بني عمنا بني قينقاع فسيروا في الارض و اجمعوا حلفاءكم و غيرهم و سيروا إليهم فانه قد بقي من قومى بيثرب سبعمأة مقاتل و هم بنو قريظة ، و بينهم و بين محمد عهد و ميثاق و انا احملهم على نقض العهد بينهم و بين محمد ، و يكونوا معنا عليهم فتأتونه أنتم من فوق و هم من أسفل ، و كان موضع بني قريظة من المدينة على قدر ميلين ، و هو الموضع الذي يسمى بئر بني المطلب ، فلم يزل يسير معهم حيى بن أخطب في قبائل العرب حتى اجتمعوا قدر عشرة آلاف من قريش و كنانة و الاقرع بن حابس في قومه ، و العباس بن مرداس في بني سليم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و اله فاستشار أصحابه و كانوا سبعمأة رجل فقال سلمان رضى الله عنه : يا رسول الله ان القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة ( 1 ) و لا يمكنهم ان يأتونا من كل وجه ، فانا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم ( 2 ) من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة ، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه و اله فقال : اشار بصواب ، فأمر رسول الله صلى الله عليه و اله بحفرة من ناحية أحد إلى راتج ( 3 ) و جعل على كل عشرين خطوة و ثلثين خطوة قوما من المهاجرين و الانصار يحفرونه فأمر فحملت المساحي و المعاول ، و بدأ رسول الله صلى الله عليه و اله واخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه ، و أمير المؤمنين صلوات الله عليه و اله ينقل التراب منن الحفرة حتى عرق رسول الله صلى الله عليه و اله و عيي و قال : لا عيش الا عيش الاخرة ، أللهم ارحم للانصار و المهاجرين فلما نظر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و اله يحفر اجتهدوا في الحفر و نقل التراب ، فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر و قعد رسول الله صلى الله عليه و اله في مسجد الفتح ، فبينا المهاجرين و الانصار يحفرون اذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه ، فبعثوا جابر بن عبد الله الانصاري رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و اله يعلمه بذلك ، قال جابر : فجئت إلى المسجد