تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و رسول الله مستلقى على قفاه و رادءه تحت رأسه و قد شد على بطنه حجرا ، فقلت : يا رسول الله انه قد عرض لنا جبل لم تعمل المعاول فيه ، فقام مسرعا حتى جاءه ثم دعا بماء في إناء فغسل وجهه و ذراعيه و مسح على رأسه و رجليه ثم شرب و مج في ذلك الماء ثم صبه على ذلك الحجر ، ثم أخذ معولا فضرب ضربة فبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور الشام ، ثم ضرب اخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن ، ثم ضرب اخرى فبرقت برقة اخرى فنظرنا فيها إلى قصور اليمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله : اما انه سيفتح الله عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البرق ثم انهال علينا الجبل ( 1 ) كما ينهال علينا الرمل فقال جابر : فعلمت ان رسول الله صلى الله عليه و اله مقو ، اى جائع لما رأيت على بطنه الحجر ، فقلت : يا رسول الله هل لك في الغذاء ؟ قال : ما عندك يا جابر ؟ فقلت : عناق ( 2 ) و صاع من شعير .فقال : تقدم و اصلح ما عندك ، قال جابر : فجئت إلى اهلى فأمرتها فطحنت الشعير و ذبحت العنز و سلختها و أمرتها ان تخبز و تطبخ و تشوى فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله صلى الله عليه و اله فقلت : بأبي أنت و أمي يا رسول الله قد فرغنا فاحضر مع من أحببت .فقام صلى الله عليه و اله إلى شفير الخندق ثم قال : يا معاشر المهاجرين و الانصار أجيبوا جابرا قال جابر : فكان في الخندق سبعمأة رجل ، فخرجوا كلهم ثم لم يمر بأحد من المهاجرين و الانصار الا قال : أجيبوا جابرا قال جابر : فتقدمت و قلت لاهلى : قد و الله أتاك محمد رسول الله صلى الله عليه و اله بنا لا قبل به ( 4 ) فقالت : أعلمته أنت بما عندنا ؟ قال : نعم قالت : فهو أعلم بما أتى ، قال جابر : فدخل رسول الله فنظر في القدر ثم قال : اغرفى و ابقى ، ثم نظر في التنور ثم قال : اخرجى