تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
يعدنا محمد كان باطلا كله ، و كان رسول الله صلى الله عليه و اله أمر أصحابه ان يحرسوا المدينة بالليل و كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه على العسكر كله بالليل يحرسهم ، فان تحرك أحد من قريش نابذهم ، و كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يجوز الخندق و يصير إلى قرب قريش حيث يراهم فلا يزال الليل كله قائما وحده يصلى فإذا أصبح رجع إلى مركزه ، و مسجد أمير المؤمنين صلوات الله عليه هناك معروف يأتيه من يعرفه فيصلى فيه و هو مسجد الفتح إلى العقيق أكثر من غلوة نشاب ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و اله من اصحابه الجزع لطول الحصار صعد إلى مسجد الفتح و هو الجبل الذي عليه مسجد الفتح اليوم ، فدعا الله عز و جل و ناجاه فيما وعده و كان مما دعاه أن قال : يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرين و يا كاشف الكرب العظيم أنت مولاى و وليي و ولى آبائى الاولين ، اكشف عنا غمنا وهمنا و كربنا ، و اكشف عنا شر هؤلاء القوم بقوتك و حولك و قدرتك ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد ان الله عز و جل قد سمع مقالتك و أجاب دعوتك و أمر الدبور و هي الريح مع الملائكة ان تهزم قريشا و الاحزاب و بعث الله عز و جل على قريش الدبور فانهزموا و قلعت أخبيتهم ، و نزل جبرئيل فأخبره بذلك فنادي رسول الله صلى الله عليه و اله حذيفة بن اليمان رضى الله عنه و كان قريبا منه فلم يجبه ، ثم ناداه ثانيا فلم يجبه ، ثم ناداه الثالثة فقال : لبيك يا رسول الله ، قال : أدعوك فلا تجيبني ؟ قال : يا رسول الله بأبي أنت و أمي من الخفوف و البرد و الجوع فقال : ادخل في القوم و ائتنا بأخبارهم و لا تحدثن حدثا حتى ترجع إلى فان الله قد أخبرني انه قد أرسل الرياح على قريش و هزمهم ، قال حذيفة : فمضيت و انا انتفض من البرد ، فو الله ما كان الا بقدر ما جزت الخندق حتى كاني في حمام فقصدت خباء عظيما فإذا نار تخبو و توقد ، و إذا خيمة فيها أبو سفيان قد دلا خصيتيه على النار و هو ينتفض من شدة البرد و يقول : يا معشر قريش ان كنا نقاتل أهل السماء بزعم محمد فلا طاقة لنا بأهل السماء و ان كنا نقاتل أهل الارض فنقدر عليهم ، ثم قال : لينظر كل رجل منكم إلى جليسه لا يكون لمحمد عين فيما بيننا قال حذيفة : فبادرت أنا فقلت للذي عن يمينى : من أنت ؟ فقال : أنا عمرو بن العاص ، ثم قلت للذي عن يسارى : من أنت ؟ قال : انا معاوية ، و