تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
البيض ( 1 ) فقال له : ان هذا اللباس ليس من لباسك فقال له : اسمع منى و ع ما أقول لك ، فانه خير لك عاجلا و آجلا ، ان أنت مت على السنة و الحق و لم تمت على بدعة أخبرك ان رسول الله صلى الله عليه و اله كان في زمان مقفر جدب ( 2 ) فاما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها ، و مؤمنوها لا منافقوها ، و مسلموها لا كفارها ، فلما أنكرت يا ثوري فو الله انني لمع ما ترى ما اتى على منذ عقلت صباح و لا مساء و لله في مالى حق أمرني ان أضعه موضعا الا وضعته ، قال : و اتاه قوم ممن يظهر الزهد و يدعو الناس ان يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف ( 3 ) فقالوا له : ان صاحبنا حصر عن كلامك و لم يحضره حجة ، فقال لهم فهاتوا حججكم فقالوا له : ان حججنا من كتاب الله فقال لهم : فادلوا بها فانها أحق ما اتبع و عمل به ، فقالوا : يقول الله تبارك و تعالى مخبرا عن قوم من اصحاب النبي صلى الله عليه و اله : ( و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون فمدح فعلهم و قال في موضع آخر : و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا ) فنحن نكتفى بهذا ، فقال رجل من الجلساء : انا رأيناكم تزهدون في الاطعمة الطيبة و مع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تمتعوا أنتم منها فقال له أبو عبد الله عليه السلام دعوا عنكم علم ما ينتفع به أخبروني أيها النفر الكم علم بناسخ القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه الذي في مثله ضل من ضل و هلك من هلك من هذه الامة ؟ فقالوا له : أو بعضه فاما كله فلا .فقال لهم : فمن هيهنا اتيتم ، و كذلك أحاديث رسول الله و اما ما ذكرتم من اخبار الله عز و جل إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جايزا و لم يكونوا نهوا عنه و ثوابهم منه على الله عز و جل ، و ذلك ان الله جل و تقدس امر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لعملهم ، و كان نهى الله تبارك و تعالى رحمة منه للمؤمنين و نظرا لكي لا يضروا بأنفسهم و عيالاتهم منهم الضعفة الصغار و