تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
اماما لمن اقتدى به ، و لقد قام صلى الله عليه و اله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه و أصفر وجهه ، يقوم الليل اجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عز و جل : ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) بل لتسعد به و لقد كان يبكى حتى يغشى عليه ، فقيل له : يا رسول الله أ ليس الله عز و جل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ؟ قال : بلى أفلا أكون عبدا شكورا ، و لئن سارت الجبال و سبحت معه لقد عمل لمحمد صلى الله عليه و اله ما هو أفضل من هذا اذ كنا معه على جبل حراء اذ تحرك الجبل فقال له : قر فانه ليس عليك الا نبى أو صديق شهيد ( 1 ) فقر الجبل مجيبا لامره و منتهيا إلى طاعته ، و لقد مررنا معه بجبل و إذا الدموع تجري من بعضه ، فقال له : ما يبكيك يا جبل ؟ فقال : يا رسول الله كان المسيح مر بي و هو يخوف الناس بنار وقودها الناس و الحجارة و أنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة قال له : لا تخف تلك حجارة الكبريت ، فقر الجبل و سكن و هدأ ( 2 ) و أجاب لقوله قال له اليهودي : فهذا داود عليه السلام : قد لين الله عز و جل له الحديد قد يعمل منه الدروع قال له على عليه السلام : لقد كان كذلك و محمد صلى الله عليه و اله أعطى ما هو أفضل من هذا ، لين الله عز و جل له الصم الصخور الصلاب و جعلها غارا و لقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين ، قد رأينا ذلك و التمسناه تحت رأيته .( 3 )