تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
سباعها ، و عضو باخرى تمزقه هوامها ، و عضو قد صار ترابا يبنى به مع الطير في حائط ؟ قال : ان الذي أنشأه من غير شيء و صوره على غير مثال كان سبق اليه قادر أن يعيده كما بدأه قال : أوضح لي ذلك ، قال : ان الروح مقيمة في مكانها روح المحسن في ضياء و فسحة ، و روح المسي في ضيق و ظلمة ، و البدن يصير ترابا كما منه خلق ، و ما تقذف به السباع و الهوام من أجوافها ، فما أكلته و مزقته كل ذلك في التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الارض و يعلم عدد الاشياء و وزنها ، و ان تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب ، فإذا كان حين البعث مطرت الارض مطر النشور ، فتربو الارض ثم يمخض مخض السقا فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء ، و الزبد من اللبن إذا مخض ، فيجتمع تراب كل قالب إلى قالبه .فينتقل باذن الله تعالى القادر إلى حيث الروح ، فتعود الصور باذن المصور كهيئتها و تلج الروح فيها فإذا قد استوى لا ينكر من نفسه شيئا .88 - و روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام ان يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لامير المؤمنين : فان إبراهيم عليه السلام قد بهت الذي كفر ببرهان على نبوته ؟ قال له على عليه السلام : لقد كان كذلك و محمد صلى الله عليه و اله اتاه مكذب بالبعث بعد الموت و هو أبى بن خلف الجمحى معه عظم نخر ففركه ( 1 ) ثم ( قال : يا محمد ( من يحيى العظام و هي رميم ) فأنطق الله محمدا بمحكم آياته و بهته ببرهان نبوته ، فقال : يحييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم ) فانصرف مبهوتا .89 - و فيه ايضا قال أبو محمد العسكري عليه السلام : قال الصادق عليه السلام : و أما الجدال بالتي هى أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه ان يجادل به من جحد البعث بعد الموت و أحياه له فقال حاكيا عنه : ( و ضرب لنا مثلا و نسى خلقه قال من يحيى العظام و هي رميم فقال الله في الرد عليه : ( قل ) يا محمد يحييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) فأراد من نبيه أن يجادل