تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
واحدة ، و أسماءها ثلاثة ، و كان أول إبداعه و ارادته و مشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شيء ، و دليلا على كل مدرك ، و فاصلا لكل مشكل ، و تلك الحروف تعرف كل شيء من اسم حق و باطل ، أو فعل أو مفعول ، أو معنى أو معنى ، و عليها اجتمعت الامور كلها ، و لم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى أنفسها يتناهى و لا وجود لها لانها مبدعة بالابداع ، و النور في هذا الموضع أول فعل الله الذي هو نور السماوات و الارض ، و الحروف هى المفعول بذلك الفعل ، و هي الحروف التي عليها الكلام و العبارات كلها من الله عز و جل علمها خلقه و هي ثلاثة و ثلاثون حرفا ، فمنها ثمانية و عشرون حرفا تدل على لغات العربية ، و من الثمانية و العشرين اثنان و عشرون حرفا تدل على لغات السريانية و العبرانية ، و منها خمسة أحرف متحرفة في ساير اللغات من العجم الاقاليم اللغات كلها ( 1 ) و هي خمسة أحرف تحرفت من الثمانية و العشرين حرفا من اللغات ، فصارت الحروف ثلاثة و ثلاثين حرفا ، و أما الخمسة المختلفة ( فتجحخ ) ( 2 ) لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه ، ثم جعل الحروف بعد إحصائها و أحكام عدتها فعلا منه كقوله عز و جل ( كن فيكون ) و كن منه صنع و ما يكون به المصنوع ، فالخلق الاول من الله عز و جل : الابداع ، لا وزن له و لا حركة و لا سمع و لا لون و لا حس ، و الخلق الثاني حروف لا وزن لها و لا لون ، و هي مسموعة موصوفة منظور إليها ، و الخلق الثالث ما كان من الانواع كلها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظورا اليه ، و الله تبارك و تعالى سابق بالابداع لانه ليس قبله عز و جل و لا كان معه شيء ، و الابداع سابق للحروف و الحروف لا تدل على نفسها ، فال المأمون : كيف لا تدل على نفسها ؟ قال الرضا عليه السلام لان الله تبارك و تعالى لا يجمع منها شيئا بغير معنى أبدا فإذا ألف منها أحرفا أربعة أو خمسة أو ستة أو أكثر من ذلك أو أقل