تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
من الاقدار ، ما قصة صاحب الميزان و قصة صاحب السرطان ؟ و كم المطالع من الاسد و الساعات في المحركات ، و كم بين السراري و الذراري ؟ قال : سأنظر و أومى بيده إلى كمه و اخرج منه اسطرلابا ينظر فيه فتبسم صلوات الله عليه و قال : أ تدرى ما حدث البارحة ؟ وقع بيت بالصين ، و انفرج برج ماجين و سقط سور سرنديب ، و انهزم بطريق الروم بأرمنية ، و فقد ديان اليهود بابلة ، وهاج النمل بوادي النمل و هلك ملك افريقية أ كنت عالما بهذا ؟ قال : لا يا أمير المؤمنين ، فقال : البارحة سعد سبعون ألف عالم ، و ولد في كل عالم سبعون ألف عالم ، و الليلة يموت مثلهم و هذا منهم - و أومى بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثى لعنه الله و كان جاسوسا للخوارج في عسكر أمير المؤمنين عليه السلام - فظن الملعون أنه يقول خذوها فأخذ بنفسه فمات ، فخر الدهقان ساجدا ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ألم أروك من عين التوفيق ؟ قال : بلى يا أمير المؤمنين ، فقال : أنا و صاحبي لا شرقيون و لا غربيون ، نحن ناشئة القطب و إعلام الفلك ، اما قولك انقدح من برجك النيران ، فكان الواجب ان تحكم به لي لا على اما نوره و ضياءه فعندي ، و اما حريقه و لهبه فذاهب عني ، و هذه مسألة عميقة أحسبها ان كنت حابسا .53 - و روى أنه عليه السلام لما أراد المسير إلى الخوارج قال له بعض أصحابه : ان سرت في هذا الوقت خشيت ان لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم ؟ فقال عليه السلام : أ تزعم أنك تهدى إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، و تخوف الساعة التي من سار فيها حاق به الضر ، فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن ، و استغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب و دفع المكروه ، و ينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه ، لانك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع و أمن الضر ، أيها الناس إياكم و تعلم النجوم الا ما يهتدى به في بر أو بحر ، فانها تدعو إلى الكهانة ، المنجم كالكاهن و الكاهن كالساحر و الساحر كالكافر و الكافر في النار ، سيروا على اسم الله و عونه .54 - في نهج البلاغة قال : أيها الناس إياكم و تعلم النجوم الا ما يهتدى