تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
إلى السماء ثم انتحى عليه فقلبها جبرئيل عليه السلام عن حلقه ، فنظر إبراهيم فإذا هى مقلوبة فقلبها إبراهيم على خدها و قلبها على قفاها ففعل ذلك مرارا ثم نودى من ميسرة مسجد الخيف : ( يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ) و اجتر الغلام من تحته ، و تناول جبرئيل الكبش من قلة ثبير فوضعه تحته ، و خرج الشيخ الخبيث حتى لحق بالعجوز حين نظرت إلى البيت و البيت في وسط الوادي ، فقال : ما شيخ رأيته بمنى ؟ فنعت نعت إبراهيم عليه السلام ، قالت : ذلك بعلي ، قال : فما وصيف رأيته معه ؟ و نعت نعته قالت : ذاك ابنى ، قال : فانى رأيته أضجعه و أخذ المدية ليذبحه ، قالت : كلا ما رأيت إبراهيم الا أرحم الناس و كيف رأيته يذبح ابنه ؟ قال : و رب السماء و الارض و رب هذه البنية لقد رأيته أضجعه و أخذ المدية ليذبحه ، قالت : لم ؟ قال : زعم أن ربه أمره بذبحه ، قالت : فحق عليه ان يطيع ربه قال : فلما قضت مناسكها فرقت أن يكون قد نزل في ابنهاشئ فكانى أنظر إليها مسرعة في الوادي واضعة يدها على رأسها و هي تقول : رب لا تؤاخذني بما عملت بأم اسماعيل ، قال : فلما جاءت سارة فأخبرت الخبر قامت إلى ابنها تنظر فإذا أثر السكين خدوشا في حلقة ، ففزعت و اشتكت و كان بدو مرضها الذي هلكت فيه .و ذكر أبان عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال : أراد أن يذبحه في الموضع الذي حملت ام رسول الله صلى الله عليه و اله عند الجمرة الوسطى ، فلم يزل مضربهم يتوارثون به كابر عن كابر ( 1 ) حتى كان آخر من ارتحل منه على بن الحسين عليهما السلام في شيء كان بين بني هاشم و بين بني أمية فارتحل فضرب بالعرين ( 2 ) .88 - في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام ان إبراهيم أتاه جبرئيل عليه السلام عند زوال الشمس من يوم التروية فقال : يا إبراهيم ارتو من الماء لك و لاهلك و لم يكن بين مكة و عرفات ماء فسميت التروية لذلك ، فذهب به حتى انتهى به إلى منى ، فصلى بها الظهر و العصر و العشائين