تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و الفجر حتى إذا بزغت الشمس ( 1 ) خرج إلى عرفات فنزل بنمرة و هي بطن عرنة ( 2 ) فلما زالت الشمس خرج و قد اغتسل فصلى الظهر و العصر بأذان واحد و إقامتين وصلى في موضع المسجد الذي بعرفات ، و قد كانت ثم أحجار بيض فأدخلت في المسجد الذي بني ، ثم مضى به الموقف فقال : يا إبراهيم اعترف بذنبك و اعرف مناسكك فلذلك سميت عرفة ، و أقام به حتى غربت الشمس ، ثم أفاض به فقال : يا إبراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة و أتى المشعر الحرام ، فصلى به المغرب و العشاء الاخرة بأذان واحد و إقامتين ثم بات بها حتى إذا صلى بها صلوة الصبح اراه الموقف ، ثم أفاض إلى منى فأمره فرمى جمرة العقبة ، و عندها ظهر له إبليس ثم أمره الله بالذبح ، و ان إبراهيم عليه السلام حين أفاض من عرفات بات على المشعر الحرام و هو قزح ( 3 ) فرأى في النوم انه يذبح ابنه و قد كان حج بوالدته و أهله ، فلما انتهى إلى منى رمى جمرة العقبة هو و أهله و مرت سارة إلى البيت و احتبس الغلام فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى ، فاستشار ابنه و قال كما حكى الله : ( يا بني انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى فقال الغلام كما حكى الله عز و جل عنه : أمض لما أمرك الله به ( يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين ) و سلما لامر الله عز و جل و أقبل شيخ فقال : يا إبراهيم ما تريد من هذا الغلام ؟ قال : أريد أن أذبحه .فقال : سبحان الله ! تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين ؟ فقال إبراهيم : إن الله أمرني بذلك فقال : ربك ينهاك عن ذلك و انما امرك بهذا الشيطان .فقال له إبراهيم : ان الذي بلغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به و الكلام الذي وقع في أذنى ( 4 ) فقال :