تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
قال : يا رب فان لم يفعل ؟ قال : أستوهبك منه ، فخرج داود عليه السلام يمشى على قدميه و يقرء الزبور و كان إذا قرء الزبور لا يبقى حجر و لا مدر و لا طاير و لا سبع الا و يجاوبه حتى انتهى إلى جبل و عليه نبى عابد يقال له حزقيل ، فلما سمع دوى الجبال و صوت السباع علم أنه داود ، فقال : هذا النبي الخاطئ .فقال داود : يا حزقيل أ تاذن لي أن أصعد إليك ؟ قال : لا فانك مذنب ، فبكى داود عليه السلام فأوحى الله إلى حزقيل : يا حزقيل لا تعير داود بخطيئته و سلني العافية ، فنزل حزقيل و أخذ بيد داود و أصعده إليه فقال له داود : يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط ؟ قال : لا قال : فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله ؟ قال : لا ، قال : فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها و لذاتها ؟ قال : بلى ربما عرض ذلك بقلبي ، قال فما تصنع ؟ قال : أدخل هذا الشعب فاعتبر بما فيه ، قال : فدخل داود عليه السلام الشعب فإذا بسرير من حديد عليه جمجمة بالية و عظام نخرة ، و إذا لوح من حديد و فيه مكتوب ، فقرأه داود فإذا فيه : أنا اروى بن سلم ملكت ألف سنة و بنيت ألف مدينة ، و افتضضت ألف جارية ، و كان آخر أمري ان صار التراب فراشى ، و الحجارة وسادي ، و الحيات و الديدان جيراني ، فمن رآنى فلا يغتر بالدنيا ، و مضى داود حتى أتى قبر أوريا فناداه فلم يجبه ثم ناداه ثانية فلم يجبه ، ثم ناداه ثالثة ، فقال أوريا : مالك يا نبى الله شغلتني عن سروري وقرة عيني ؟ قال : يا أوريا إغفر لي وهب لي خطيئتى ، فأوحى الله عز و جل اليه : يا داود بين له ما كان منك ، فناداه داود فأجابه في الثالثة فقال : يا أوريا فعلت كذا و كذا و كيت و كيت ؟ فقال أوريا : أ تفعل الانبياء مثل هذا ؟ فناداه فلم يجبه ، فوقع داود على الارض باكيا فأوحى الله عز و جل إلى صاحب الفردوس ليكشف عنه ، فكشف عنه فقال أوريا : لمن هذا ؟ فقال لمن غفر لداود خطيئته ، فقال : يا رب قد وهبت له خطيئته ، فرجع داود عليه السلام إلى بني إسرائيل و كان إذا صلى وزيره يحمد الله و يثنى عليه و يثنى على الانبياء ثم يقول : كان من فضل نبى الله داود قبل الخطيئة كيت و كيت ، فاغتم داود عليه السلام فأوحى الله عز و جل اليه : يا داود قد وهبت لك خطيئتك و ألزمت عار ذنبك بني إسرائيل ، قال : يا رب