تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
يجعلك الله خليفة في الارض تحكم بين الناس ؟ فقال لقمان : ان أمرني الله بذلك فالسمع و الطاعة لانه إن فعل بي ذلك أعانني عليه و علمني و عصمنى ، و ان هو خيرني قبلت العافية ، فقالت الملائكة : يا لقمان لم ؟ قال : لان الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين ، و أكثر فتنا و بلاءا بأشد ما يخذل و لا يعان و يغشاه الظلم من كل مكان و صاحبه فيه بين أمرين ان أصاب فيه الحق فالبحرى أن يسلم ، و إن أخطأ اخطأ طريق الجنة ، و من يكن في الدنيا ذليلا و ضعيفا كان أهون عليه في المعاد من أن يكون فيه حكما سريا ( 1 ) شريفا و من اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتاهما تزول هذه و لا يدرك تلك ، قال : فتعجب الملائكة من حكمته و استحسن الرحمن منطقه فلما أمسي و أخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكم فغشاه بها من قرنه إلى قدمه و هو نائم ، و غطاه بالحكمة غطاءا فاستيقظ و هو أحكم الناس في زمانه ، و خرج على الناس ينطق بالحكمة و ينهى فيها قال : فلما أوتي الحكم بالخلافة و لم يقبلها أمر الله عز و جل الملائكة فنادت داود عليه السلام بالخلافة فقبلها و لم يشترط فيها بشرط لقمان ، فأعطاه الله عز و جل الخلافة في الارض و ابتلى بها مرة ، كل ذلك يهوى في الخطأ يقيله الله تعالى و يغفر له ، و كان لقمان يكثر زيارة داود عليه السلام و يعظه بمواعظه و حكمته و فضل علمه ، و كان داود عليه السلام يقول له : طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة و صرفت عنك البلية ، و أعطى داود الخلافة و ابتلى بالحكم و الفتنة .28 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال : في كتاب على عليه السلام ان نبيا من الانبياء شكا إلى ربه القضاء فقال : كيف أقضي بما لم تر عيني و لم تسمع اذنى ؟ فقال : اقض بينهم بالبينات و أضفهم إلى اسمى ( 2 ) يحلفون به ، و قال : ان داود عليه السلام قال : يا رب أرني الحق كما هو عندك حتى أقضي به ، فقال : انك لا تطيق ذلك فألح على ربه حتى فعل فجاءه رجل يستعدى على رجل فقال : ان هذا أخذ مالى ، فأوحى