تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و الدواب و الخيل ، فتمر بها في الهواء إلى موضع يريده سليمان ، فكان يصلى الغداة بالشام ، و الظهر بفارس ، و كان يأمر الشياطين أن يحملوا الحجارة من فارس و يبيعونها بالشام ، فلما مسح أعناق الخيل و سوقها بالسيف سلبه الله عز و جل ملكه ، و كان إذا دخل الخلاء دفع خاتمه إلى بعض من يخدمه فجاء شيطان فخدع خادمه و أخذ منه الخاتم و لبسه ، فخرت عليه الشياطين و الجن و الانس و الطير و الوحش ، و خرج و أخذ سليمان في طلب الخاتم فلم يجده فهرب و مر على ساحل البحر و أنكرت بنوا إسرائيل الشيطان الذي تصور في صورة سليمان ، و صاروا إلى أمه فقالوا لها : أ تنكرين من سليمان شيئا ؟ فقالت : كان أبر الناس بي و هو اليوم يبغضني ؟ و صاروا إلى جواريه و نسائه فقالوا أ تنكرين من سليمان شيئا ؟ قلن : كان لم يكن ، يأتينا في الحيض ، والان يأتينا في الحيض فلما خاف الشيطان ان يظنوا به القى الخاتم في البحر ، فبعث الله سمكة فالتقمته و هرب الشيطان فبقوا إسرائيل يطلبون سليمان أربعين يوما ، و كان سليمان عليه السلام يمر على على ساحل البحر تائبا إلى الله بما كان منه ، فلما كان بعد أربعين يوما مر بصياد يصيد السمك فقال له : أعينك على أن تعطيني من السمك شيئا ؟ فقال : نعم فأعانه سليمان فلما اصطاد دفع إلى سليمان سمكة فأخذها فشق بطنها و ذهب ليغسلها فوجد الخاتم في بطنها فلبسه فخرت عليه الشياطين و الجن و الانس و الطير و الوحوش و رجع إلى ما كان ، و طلب ذلك الشيطان و جنوده الذين كانوا معه فقيدهم و حبس بعضهم في جوف الماء و بعضهم في جوف الصخر بأسامى الله عز و جل ، فهم محبوسون معذبون إلى يوم القيامة ( 1 ) .