تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
سليمان عليه السلام : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغى لاحد من بعدي ما وجهه و معناه ؟ فقال الملك ملكان : ملك مأخوذ بالغلبة و الجور و إجبار الناس ، و ملك مأخوذ من قبل الله تعالى كملك آل إبراهيم و ملك طالوت وذي القرنين ، فقال سليمان عليه السلام : هب لي ملكا لا ينبغى لاحد من بعدي أن يقول انه مأخوذ بالغلبة و الجور و إجبار الناس فسخر الله عز و جل له الريح تجري بأمره رخاءا حيث أصاب ، و جعل غدوها شهرا و رواحها شهرا ، و سخر الله عز و جل له الشياطين كل بناء و غواص ، و علم منطق الطير و مكن في الارض ، ، فعلم الناس في وقته و بعده ان ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس ، و المالكين بالغلبة و الجور ، قال : فقلت له : فقول رسول الله صلى الله عليه و اله رحم الله أخى سليمان بن داود ما كان أبخله ؟ فقال : لقوله عليه السلام وجهان : أحدهما : ما كان أبخله بعرضه و سوء القول فيه ، و الوجه الآخر يقول : ما كان أبخله إن كان أراد ما كان يذهب إليه الجهال ، ثم قال عليه السلام : قد و الله أوتينا ما أوتي سليمان ، و ما لم يؤت سليمان و ما لم يؤت أحد من الانبياء ، قال الله عز و جل في قصة سليمان : هذا عطاءنا فامنن أو - أمسك بغير حساب و قال عز و جل في قصة محمد صلى الله عليه و اله : ( ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ) .57 - في الكافى على بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لا قوام يظهرون الزهد و يدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف : ( 1 ) أخبروني اين أنتم عن سليمان بن داود عليه السلام ؟ حين سأل الله ملكا لا ينبغى لاحد من بعدي فأعطاه الله جل اسمه ذلك ، و كان يقول الحق و يعمل به ، ثم لم نجد الله عز و جل عاب عليه ذلك ، و لا أحد من المؤمنين ، و داود النبي صلى الله عليه و اله قبله في ملكه و شدة سلطانه .58 - في مجمع البيان روى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه و اله أنه صلى صلوة فقال : ان الشيطان عرض لي ليفسد على صلوتي ، فأمكنني الله منه فدعوته و لقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا و تنظروا اليه أجمعين ، فذكرت قول سليمان عليه السلام : ( هب لي