تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
طاعة الله الا أخذت بأشدهما على بدني ، فقال الشاب : سوءة لكم عيرتم نبى الله حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسترها ؟ فقال أيوب عليه السلام : يا رب لو جلست مجلس الحكم منك لادليت بحجتي ( 1 ) فبعث الله إليه غمامة فقال : يا أيوب ادل بحجتك فقد أقعدتك مقعد الحكم و ها أنا ذا قريب و لم أزل ، فقال : يا رب انك لتعلم انه لم يعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة الا أخذت بأشدهما على نفسى ، ألم أحمدك ؟ ألم أشكرك ؟ ألم أسبحك ؟ قال : فنودي من الغمامة بعشرة آلاف لسان : يا أيوب من صيرك تعبد الله و الناس عنه غافلون ؟ و تحمده و تسبحه و تكبره و الناس عنه غافلون ؟ أتمن على الله بما لله فيه المنة عليك ؟ .قال : فأخذ التراب فوضعه في فيه ثم قال : لك العتبى ( 2 ) يا رب أنت فعلت ذلك بي ، فأنزل الله عز و جل عليه ملكا فركض برجله ( 3 ) فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان و أطرأ .و أنبت الله عليه روضة خضراء ورد عليه أهله و ماله و ولده و زرعه ، و قعد معه الملك يحدثه و يونسه ، فأقبلت إمرأته معها الكسرة ( 4 ) فلما انتهت إلى الموضع اذ الموضع متغير و إذا رجلان جالسان ، فبكت و صاحت و قالت : يا أيوب ما دهاك ؟ ( 5 ) فناداها أيوب فأقبلت فلما رأته و قد رده الله عليه بدنه و نعمه سجدت لله عز و جل شكرا ، فرأى ذؤابتها مقطوعة ، و ذلك أنها سألت قوما أن يعطوها ما تحمله إلى أيوب عليه السلام من الطعام ، و كانت حسنة الذوائب .فقالوا لها : تبيعينا ذؤابتك هذه حتى نعطيك ؟ فقطعتها و دفعتها إليهم ، و أخذت منهم طعاما لايوب ، فلما رآها مقطوعة الشعر غضب و حلف عليها أن يضربها مأة ، فأخبرته انه كان سببه كيت و كيت ، فاغتم أيوب من ذلك