تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
31 - في تفسير على بن إبراهيم فلما قرب موسى عليه السلام من البحر و قرب فرعون من موسى ( قال أصحاب موسى انا لمدركون ) قال موسى كلا ان معي ربي سيهدين اى سينجين فدنا موسى عليه السلام من البحر فقال له ان أفرق فقال البحر له : استكبرت يا موسى ان تقول لي ان انقرق لك و لم أعص الله عز و جل طرفة عين ، و قد كان فيكم العاصي ، فقال له موسى عليه السلام : فاحذر أن تعصى و قد علمت ان آدم عليه السلام أخرج من الجنة بمعصية و انما لعن إبليس بمعصيته ، فقال البحر : ربي عظيم مطاع أمره و لا ينبغى لشيء ان يعصيه ، فقام يوشع بن نون فقال لموسى عليهما السلام : يا نبى الله ما امر ربك قال : بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء و أوحى الله عز و جل إلى موسى ان اضرب بعصاك الحجر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم اى كالجبل العظيم ، فضرب له في البحر اثنى عشر طريقا فاخذ كل سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع و بقيت الارض يابسة طلعت فيها الشمس فليبست كما حكى الله عز و جل : فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا و لا تخشى و دخل موسى عليه السلام و أصحابه البحر و كان أصحابه اثنى عشر سبطا فضرب الله عز و جل لهم في البحر اثنى عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق ، و كان الماء قد ارتفع على رؤوسهم مثل الجبال ، فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى عليه السلام في طريقه ، فقالوا يا موسى اين اخواننا ؟ فقال لهم : معكم في البحر فلم يصدقوه ، فأمر الله عز و جل البحر فصار طاقات حتى كان ينظر بعضهم إلى بعض و يتحدثون ، و أقبل فرعون و جنوده فلما انتهى إلى البحر قال لاصحابه : الا تعلمون انى ربكم الاعلى قد فرج لي البحر فلم يجسر أحد أن يدخل البحر و امتنعت الخيل منه لهول الماء ، فتقدم فرعون حتى جاء إلى ساحل البحر فقال له منجمه : لا تدخل البحر و عارضه فلم يقبل منه ، و أقبل على فرس حصان ( 1 ) فامتنع الحصان أن يدخل فعطف عليه جبرئيل عليه السلام و هو على ماديانة ، فتقدمه و دخل فنظر الفرس إلى الرمكة ( 2 ) فطلبها و دخل البحر و اقتحم