محصول فی علم الأصول نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بأمر منه سبحانه على قول) وهذا هو المختار، كما سيوافيك بيانه، و تحقيق المطلب يستدعي بيان أُمور:1ـ هل كانت العبادات المشروعة في الإسلام، موجودة في الشرائع السابقة أو لا، الصحيح أنّها كانت موجودة، ويشهد له كثير من الآيات القرآنية ونكتفي ببعض منها:قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامَ كَما كُتِبَعَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون).(1)وقال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النّاسِ بالحَجِّ يَأْتوكَرِجالاً وَ عَلى كُلِّ ضامِر يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجّ عَمِيق) .(2)وقال تعالى: (قالَ إِنّي عَبْدُ اللّهِ آتانِيَالكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً* وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوصانِي بالصَّلاةِ والزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّاً) .(3)وقال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الكِتابِإِسْماعيلَ إِنَّهُ كانَصادِقَالْوَعْدِوَ كانَرَسُولاً نَبِيّاً *وَ كانَ يَأْمُرُأَهلهُ بِالصَّلاةِ والزَّكاة وَكانَعِنْدَرَبّهِ مَرضيّاً) .(4)فانّ هذه الآيات وغيرها ممّا يجده المتتبّع في القرآن ، تدلّ على وجود تلك الماهيّات في الشرائع السابقة و أنّها ليست ماهيات مخترعة.أضف إلى ذلك أنّ لكلّ قوم حسب فطرتهم عبادة يتقرّبون بها إلى الله سبحانه و يخضعون دونه، لا سيما العرب، فإنّهم كانوا على مدى الأعصار، بين عابد لله و خاضع له، وعابد للأوثان متقرّب بعبادتها إلى الله.والباقيات الأثرية للأُمم الماضية، كشفت عن كون العبادة للإله الحقيقي أو الموهوم، أقدم عمل للإنسان وأنّه لم تكن أيّة حضارة بشرية خالية عن الاعتقاد