رابطة الثواب والعقاب بالنسبة إلى العمل، ليست رابطة جعلية بمواضعة، ولا رابطة توليدية، بل ليس هنا إلاّ شيء واحد، يتجلّي في كلّظرف، بلباسه و ثوبه الخاص.
القول الثالث: إنّكلاً من الثواب والعقاب مخلوق للنفس، فإنّها بحسب ما اكتسبت من العقائد الصحيحة أو الفاسدة، أو ما أتت من الأعمال الحسنة أو القبيحة في الدنيا، يحصل لها استعداد، أو ملكة خاصّة، تقتدر معها على إنشاء صور مناسبة لتلك الملكة، فإمّا أن تتنعم بها أو تتأذى منها.
فالصورة المناسبة لمن عرف الله سبحانه، و تجلّى بصفاته، و أتى بفرائضه ، و اجتنب محرّماته، هي الحورالعين في قصور الجنّة. كما أنّالصورة المناسبة لمن أشرك بالله تعالى، وتخلّق برذائل الصفات، و عصى ربَّه، هي النيران والأفاعي والعقارب في الجحيم.
وعلى ذلك، فالجزاء هو التمثّل الملكوتي اعتقاداً و خلقاً و عملاً.
وهذه الأقوال الثلاثة، كلّها من أقسام القول بالتجسّم و التمثّل، كما لايخفى.
إلى هنا تمّ الكلام في بيان آراء المتكلّمين و الفلاسفة في كيفية ترتّب الثواب على مطلق الأعمال.
الآراء في ترتّب الثواب على الواجب الغيري
اختلفت أنظار العلماء في ترتّب الثواب على الواجب الغيري إلى أقوال:
1ـ يترتّب الثواب على النفسي دون الغيري وهو خيرة المحقّق الخراساني و السيّد الأُستاذ.
2ـ يترتّب على الغيري إذا كان واجباً أصليّاً أي مدلولاً لخطاب مستقلّ