(وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبيرٌ ) (فاطر/7) وقال تعالى: (وَاصْبِر فَإِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِينَ) (هود/115) إلى غير ذلك ممّا يعدّالثواب أجراً معادلاً للاستحقاق.
يلاحظ عليه : أنّ التعبير بالأجر فيها كالتعبير بالاستقراض في قوله سبحانه:(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ و لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)(الحديد/11) إذ في وسعه سبحانه أن يأمر بالعبد من دون عوض، و بعبارة أُخرى أن يتصرف في ملكه ما شاء من دون أن يعدّتصرّفه ظلماً.
و في مقابل هذه الآيات، ما يدلّ على أنّه بالوعد و الوضع والجعل نحو قوله سبحانه: (وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنى) (النساء/95) و قوله سبحانه: (وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظيمٌ)(المائدة/9) وغير ذلك من الآيات الواردة حول الثواب.
وهذا القسم من الآيات يناسب القول بالتفضّل، فإنّ له سبحانه أن لا يتفضّل عليه بالجعل والمواضعة، بل يأمره بلا وعد، لكنّه جلّت نعماؤه ، تفضّل على العباد بالوعد و الجعل.
نعم، لا يصحّ منه التخلّف بعد ما وعد، لاستلزامه الكذب لو أخبر عن الثواب، مع علمه بالتخلّف، أو لإستلزامه التخلّف عن الوعد لو أنشاه، و كلا الأمرين قبيح.
الثواب والعقاب نتيجتان تكوينيتان للأعمال
و هناك من ذهب إلى أنّ الثواب أوالعقاب نتيجة تكوينية لنفس العمل، لا محيص عنها، و هؤلاء انقسموا ـ بحسب ظواهر الآيات ـ إلى طوائف ثلاث لكلّ منها، رأيها في كيفية الثواب:
القول الأوّل: أنّالأعمال حسنها و سيئها ، بذور تزرع في هذه الدنيا، و