المتأخّر.
ولرفع الستار عن وجه الحقيقة، نبحث في مقامات ثلاثة:
المقام الأوّل : في شرائط التكليف
المقام الثاني: في شرائط الوضع
المقام الثالث: في شرائط المأمور به.
***
المقام الأوّل: شرائط التكليف
شرائط التكليف على أقسام:
فمنها ما هو متقدّم على المشروط، كما إذا قال المولى: إذا جاءك زيد اليوم فأكرمه غداً. فانّالمجيء المتقدّم شرط للوجوب المتأخّر، إذا كان الظرف (غداً) قيداً للوجوب لا للإكرام.
ومنها ما هو مقارن، كالبلوغ والعقل المقارنين للوجوب.
ومنها ما هو متأخّر، مثل اشتراط وجوب الوضوء بالاغتراف من إناء مغصوب عند انحصار الماء فيه على القول بأنّالوجوب حاصل من أوّل الوقت على تقدير حصول الاغتراف، ومثله القول بوجوب الحجّ للمستطيع حالياً، قبل وقت الوقوفين مشروطاً بدركهما.
إذا علمت هذه الأقسام، فنقول في حلّالإشكال:(1)
إن أُريد من التكليف، الإيجاب الاعتباري، فهو خارج عن نطاق القواعد العقلية المختصّة بالأُمور التكوينية، فإنّحكم العقل بلزوم التقارن إنّما هو في
(1) لاحظ: تهذيب الأُصول:1/213.