2ـ صيغة الأمر
المبحث السادس
الأمر عقيب الحظر أو توهمه
لو قلنا بإفادة صيغة الأمر الوجوبَ وضعاً أو إطلاقاً أو لأجل حكم العقل بأنّبعثَ المولى لا يُترك بلا جواب، فهل الأمر كذلك إذا وقع عقيب الحظر أو توهمه؟ و أمثلته متوفرة في الكتاب و السنة:
1ـ قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِالْحَرامِ قِتال فِيهِ قُلْقِتالٌ فِيهِ كَبيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللّهِوَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِالْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللّهِوَالْفِتْنَةُأَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) .(1)
وقد نزلت الآية في أوائل الهجرة و مع ذلك نزل في السنة التاسعة قوله تعالى: (فَإِذا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَد) .(2) فالحظر في الآية المتقدّمة و الأمر في الآية التالية.
2ـ قال سبحانه: (وَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَفِي الْمَحيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ) وقال بعد النهي : (فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ )(3) فالحظر و الأمر في آية واحدة.
3ـ وقال سبحانه: (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعامِ إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّيِ الصَّيْدِوَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ ما يُريدُ) (4) أي غير مستحلّين اصطيادَها في حال إحرامكم.
وقال في الآية الثانية: (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوم أَنْ