لفظ الهيولى فانّه بمعنى «المادة الأُولى»، لكن يستعمله العرف الخاص في الموجود المهيب، لما يراه بين ذاك اللفظ و المعنى من مناسبة وهمية.
وقد جرّبنا ذلك في بعض الأطفال فرأيناهم يخترعون لبعض الأشياء و المعاني ألفاظاً مهملة عند ما يحكون بها عمّا يقوم في ضمائرهم، لمناسبة خيالية بينهما عندهم ولعلّهذا هو القاعدة الكلّية في تكثّر الألفاظ وتكامل اللغة من دون أن يكون هناك وضع تعييني.
***
الجهة الرابعة: هل الواضع هو الله؟
إنّ الإمعان في الحياة البشرية يدلّعلى أنّالحضارة الإنسانية بألوانها المختلفة ليست وليدة يوم أو شهر أو سنة، بل الإنسان خرج من البداوة و الحياة الفردية شيئاًفشيئاً، وأحدث الحضارة ، بالتدريج فهو عَبْر تعمير الأرض بأنحائها المختلفة كان بحاجة شديدة إلى المفاهمة و المكالمة و قد خلق الله سبحانه، مادته في فطرته و قال: (علّمه البيان) فالحاجة دعته إلى إفهام ما في ضميره من الحوائج بإنشاء ألفاظ مقابل معان بالتدريج فلو قلنا إنّ لكلّلغة واضعاً، فالواضع هو البشر بإذن الله سبحانه بالتدريج و لم يزل الأمر كذلك في ميدان توسيع اللغات و تكثير الألفاظ.
و ربّما يتخيّل أنّ الواضع هو الله سبحانه مستدلاً بأنّ وضع أيّ لفظ في مقابل معنى يحتاج إلى درك الرابطة الذاتية بينهما، دفعاً للترجيح بلا مرجّح ولا يقف عليها إلاّ الله سبحانه.
يلاحظ عليه: بما عرفت من عدم صحّة القول بالرابطة الذاتية و يكفي في دفع الترجيح بلا مرجّح ما ذكرناه.
لكن المحقّق النائيني رحمه الله، ذهب إلى خلاف ما ذكرنا، فزعم أنّالواضع هو