محصول فی علم الأصول نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الوجه الثالث: ما أفاده المحقّق النائيني، و هو أنّ لازم استعمال اللفظ في المعنيين على نحو الاستقلال، تعلّق اللحاظ الاستقلالي بكلّ واحد منهما في آن واحد، كما إذا لم يستعمل اللفظ إلاّفيه. و من الواضح أنّالنفس لا تستطيع أن تجمع بين اللحاظين المستقلّين في آن واحد.(1)و حاصله: أنّ اللحاظين المستقلّين في جانب المعنى، لا يمكن اجتماعهما في النفس في آن واحد.يلاحظ عليه: أنّالنفس أوسع من ذلك فهي في آن واحد ترى الأشخاص وتسمع أصواتهم وتدرك مذاق المطعومات، كلاً منها بحياله، وإنّما الممتنع اجتماع اللحاظين المسقلّين في آن واحد في شيء واحد لأنّه من قبيل اجتماع المثلين في مورد واحد. ألا ترى أنّ الإنسان يلاحظ الموضوع مستقلاً، وفي الوقت نفسه يلاحظ المحمول كذلك، ثمّ يحكم بالاتّحاد.الوجه الرابع: ما أفاده المحقّق الاصفهاني في تعليقته، فقال: إنّ الأمر في الاستحالة أوضح من ذلك لأنّحقيقة الاستعمال إيجاد المعنى في الخارج باللفظ، حيث إنّ وجود اللفظ في الخارج، وجود لطبيعي اللفظ بالذات ، (تكويناً) ووجود لطبيعي المعنى بالجعل والمواضعة والتنزيل، لا بالذات. ولا يعقل أن يكون وجود واحد، وجوداً لماهيتين بالذات. و حيث إنّ الموجود الخارجي (اللفظ) بالذات واحد، فلا مجال لأن يقال: إنّوجود اللفظ وجود لهذا المعنى خارجاً، ووجود آخر لمعنى آخر، حيث لا وجود آخر حتى ينسب إلى الآخر بالتنزيل. وليس الاستعمال إلاّ إيجاد المعنى بنحو وجوده اللفظي خارجاً. وقد عرفت أنّالإيجاد و الوجود متّحدان بالذات، وحيث إنّالوجود واحد فكذا الإيجاد.(2)وحاصل ما أفاده يرجع إلى أمرين: