محصول فی علم الأصول نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، و لكن القرآن يجري أوّله على آخره مادامت السماوات والأرض».(1)التأمّل في هذه الروايات يعطي أنّ المقصود من التأويل أحد الوجهين:الوجه الأوّل: أنّ ما ورد في القرآن حول الأقوام والأُمم من القصص، و ما أصابهم من النعم و النقم، لا ينحصر في من ورد فيهم بل أُولئك كانوا مظاهرَ لكلامه سبحانه، وهو يعمّ غيرهم ممّن يأتون بعدهم.فقوله سبحانه: (وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكان فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَالْخَوفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ *وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَ هُمْ ظالِمُونَ)(2) و إن كان وارداً في قوم خاص كما تشهد له الآية الثانية، لكنّه قاعدة كلية مضروبة على كلّ الأُمم.ومثله قوله سبحانه:(أَلَمْ تَرَإِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَالْبَوارِ*جَهَنَّمَيَصْلَونَها وَبِئْسَ الْقَرار) (3) و يشهد لذلك رواية حمران، فلاحظ.و يؤيده ما ورد من أنّ القرآن ذو وجوه، فاحملوه على أحسن الوجوه.الوجه الثاني: أن يكون المراد، حمل الآية على الموارد التي لولا بيان الأئمّة ـ عليهم السَّلام ـ لما أمكن الاهتداء إليها.وقد فسّر الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ قوله تعالى: (اَلَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)برحم آل محمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وقد يكون في قرابة الإنسان، قال: «فلا تكوننّ ممّن يقول للشيء، أنّه في واحد».(4)