كلا القولين في تلك المسألة فاللازم هو البحث عنها مستقلاً. إذا عرفت هذا فالحقّ عدم دلالة الصيغة بالدلالة الوضعيّة على واحد من الأمرين فانّ الهيئة وضعت لنفس البعث، و المادّة موضوعة لصرف الطبيعة، ،فأين الدال على المرّة أو التكرار؟ من غير فرق بين أن يكون المراد من المرّة والتكرار، هو الدفعة و الدفعات التي تستعمل غالباً في الأفراد الطولية، أو يراد الوجود والوجودات و الفرد والأفراد الظاهرة في الأفراد العرضية. وهذا من الأُمور الواضحة التي لا تقبل النقاش. وعلى ذلك فاستفادة إحدى الخصوصيتين: المرّة أو التكرار من اللفظ بما هو هو يحتاج إلى دليل. غير أنّعدم دلالتها على شيء بالوضع ، لا يلازم عدم دلالتها على المرّة بالإطلاق الذي هو دليل مركّب من اللفظ و العقل و ذلك لا من باب أنّ المرّة هو القدر المتيقّن إذ لو كان الدليل هذا، لكانت المرّة مقتضى خلاف الإطلاق، لأنّ القدر المتيقّن ، يزاحم الإطلاق، ولا من باب حكم العقل بأنّالطبيعة توجد بوجود فرد واحد، لأنّه من متمّمات عدم الدلالة الوضعيّة بل بالتقريب الذي مضى من حمل الأمر على الوجوب النفسي العيني التعييني و قلنا، إنّالبعث المطلق عند العرف يلازم هذه المفاهيم الثلاثة، و مقابلاتها، تحتاج إلى القيد، و مثلها المرّة فكان الأمر بالطبيعة. نفس إيجادها مرّة واحدة فهي لا تحتاج إلى البيان، بخلاف التكرار كما لا يخفى. ثمّ إنّ المحقّق الخراساني تعرّض بجواز تبديل الامتثال بامتثال آخر و سوف يوافيك هذا البحث في الفصل القادم. ***