والمبادي التصورية هي لحاظ ذات الموضوع والمحمول و ذاتياتهما في كلّ علم. و من البديهي أنّ البحث عن مسألة مقدّمة الواجب لا يرجع إلى ذلك.والمبادئ التصديقية هي المقدّمات التي يتوقف عليها تشكيل القياس، و منها المسائل الأُصولية، فانّها مبادئ تصديقية بالإضافة إلى المسائل الفقهية. ثمّ قال: ولا نعقل المبادئ الأحكامية في مقابل المبادئ التصورية والتصديقية. نعم قد يكون الحكم موضوعاً فيبحث عن حالاته و آثاره إلاّ أنّه داخل في المبادئ التصديقية و ليس شيئاً آخر في مقابلها. كما أنّ تصوّر الحكم بذاته و ذاتياته داخل في المبادئ التصورية.(1) يلاحظ عليه: أنّ المبادئ الأحكامية من خصائص علم الفقه. فقد أضاف المحقّقون إلى علم الفقه مبادئ خاصة تسمّى بالمبادئ الأحكامية، وهي فرع من المبادئ التصورية لذلك العلم، فانّالمبادئ التصورية تدور بين أُمور ثلاثة: 1ـ تصوّر الموضوع بذاته و ذايتاته. 2ـ تصوّر محموله بذاته و ذاتياته. 3ـ تصوّر ما يعانق محمول العلم ـ أعني الحكم ـ و يلازمه، أو يضادّه و يباينه. وهذا القسم الثالث هو المبادئ الأحكامية. فهي في الوقت نفسه مبادئ تصورية. وإنّما نسمّي هذه المباحث بالمبادئ التصورية، مع أنّه ربّما تتشكل القضية منها، خصوصاً عند التعرّف على ملازماته و معانداته مثلاً نقول يلازم وجوب الشيء، وجوب مقدّمته ، لأجل أنّ هذه القضايا كلّها ليس إلاّللتعرف على مفهوم مفرد تصوري هوالوجوب أو الحرمة. فهذه القضايا بما أنّها تخدم معرفة المفردات