و بالجملة: الجمل الاسمية المخترعة التي لم يسبق إلى التكلّم بها أحد كما في قولنا: «القنبلة الذرية مدمِّرة» لو احتاجت إلى الوضع الجملي لزم عدم استعمالها لافتراض كونها مبدعة مستحدثة لم تنل يد الوضع لوضعها و هو كما ترى. تتميم: إنّ من الكلمات المشهورة بين الأُدباء والأُصوليين أنّ وضع المواد شخصي و وضع الهيئات نوعي بمعنى أنّالمواد موضوعة بوحدتها الشخصيّة، و الهيئات موضوعة بجامعها العنواني. و لكنّه أيضاً لا يخلو عن إبهام: فإن أُريد من نوعية الوضع في الهيئات، عدم اختصاصها بمادّة معيّنة ، كهيئة «فاعل»، فالمادّة أيضاً غير مختصة بهيئة معيّنة، فانّ المادة غير مختصة بهيئة معيّنة فانّها متشكّلة بأشكال مختلفة من ماض و مضارع.... وإن أُريد من شخصية الوضع في المواد، امتياز كلّ مادّّة عن الأُخرى، فالهيئات، كلّ واحدة منها، ممتازة عن الأُخرى، فهيئة الفاعل غير هيئة المفعول. والأولى أن يقال: إنّ المادة حيث يمكن لحاظها استقلالاً بلا هيئة، فيمكن الوضع لشخص كلّ مادة، و لأجله قالوا الوضع شخصي. والهيئة حيث لا يمكن لحاظها استقلالاً، بل تلاحظ في ضمن مادة. فالوضع لها في ضمن مادة معيّنة يوجب عدم إطرادها في مادة أُخرى، فيجب أن يكون وضعها بشكل آخر، و يقال: هيئة فاعل و ما يشبهها. و هذا معنى نوعية الوضع في الهيئة، فليس الوضع متعلّقاً لهيئة شخصية قائمة بمادة معلومة، بل لها و لما يشبهها.(1) بخلاف المادة فانّها قابلة لللحاظ استقلالاً كما هو الحال في وضع المصادر والحاصل أنّ لحاظ الهيئة في ضمن أيّ مادة يوجب اختصاصها بتلك المادّة فوضعها في ضمنها يختصّ بها ولا يعمّها في ضمن مادة أُخرى و بما أنّلكلّمن الهيئة و المادة معنى تكون الهيئة محبوسة في ضمن تلك المادة ولا مناص من عطف جملة «و ما يشبهها» عليه و هذا بخلاف المادة فانّها قابلة لللحاظ استقلالاً و لا