حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 13
لطفا منتظر باشید ...
المشهور أيضا بين المتأخرين، على أن ما دلعلى الجواز ليس منحصرا في هذين الخبرين بلهو ظاهر موثقة زرارة المتقدمة لقوله عليهالسلام: «لا تصوم وضع الله عز و جل عنها حقهو تصوم هي ما جعلت على نفسها» فإنه منعهاعن صوم النذر الذي هو حق الله عز و جل و رخصلها في صيام المستحب و هو ما جعلته علىنفسها و روى الشيخ في الصحيح عن سليمانالجعفري قال: «سمعت أبا الحسن عليه السلاميقول كان ابى عليه السلام يصوم يوم عرفة فياليوم الحار في الموقف و يأمر بظل مرتفعفيضرب له فيغتسل من ما يبلغ منه من الحر». و من الاخبار الصريحة في المنع من الصومالمستحب موثقة عمار المتقدمة لقوله عليهالسلام فيها «إذا سافر فليفطر لأنه لا يحلله الصوم في السفر فريضة كان أو غيره والصوم في السفر معصية» و نحوها صحيحةزرارة المتقدمة. و نقل الفضل بن الحسن الطبرسي في كتابمجمع البيان قال روى العياشي بإسناده عنمحمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلامقال: لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وآلهيصوم في السفر تطوعا و لا فريضة. بقي الكلام في أن الجمع بين هذه الأخباربحمل اخبار التحريم على الكراهة كما ذكروهمشكل بما قدمنا ذكره في غير موضع من أن حملاللفظ الدال على التحريم على الكراهة وإخراجه عن حقيقته مجاز لا يصار اليه إلا معالقرينة و وجود المعارض من الأخبار ليسقرينة على ذلك. و أيضا فإن الكراهة حكمشرعي لا يثبت إلا بالدليل الواضح و اختلافالاخبار ليس بدليل على ذلك. و لعل اخبارالجواز إنما خرجت مخرج التقية كما هوالغالب في اختلاف الأخبار، فإن ذلك هوالمناسب لمذهب العامة حيث ان أخبار المنعمعتضدة بعمل الطائفة قديما و حديثا مع