حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 13
لطفا منتظر باشید ...
إنما ورد في علة وجوب قضاء المريض والمسافر ما فاتهما في شهر رمضان حيث يقولالله سبحانه فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُالشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَ مَنْ كانَمَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌمِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُبِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُالْعُسْرَ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَفأخبر سبحانه انه فرض عليهما القضاء لتكملبذلك عدة شهر صيامهم كائنة ما كانت. ثم أولتلك الأخبار بتأويلات لا تخلو من بعد معاختصاص بعضها ببعض الحديث كتأويله «ما صامرسول الله صلّى الله عليه وآله أقل منثلاثين يوما» بأنه تكذيب للراوي من العامةعن النبي صلّى الله عليه وآله انه صام تسعةو عشرين أكثر من ما صام ثلاثين و اخبار عنما اتفق له من التمام على الدوام، فان هذالا يجري في تتمة الكلام من قوله «و لا نقصشهر رمضان منذ خلق الله السماوات منثلاثين يوما و ليلة» و كتأويله «شهر رمضانلا ينقص أبدا» بأنه لا يكون أبدا ناقصا بلقد يكون حينا تاما و حينا ناقصا فإنه لايجري في سائر ألفاظ هذا الخبر، و كتأويل«لم يصم رسول الله صلّى الله عليه وآله أقلمن ثلاثين يوما» بأنه لم يصم أقل منه علىأغلب أحواله كما ادعاه المخالفون و لا نقصشهر رمضان أى لم يكن نقصانه أكثر من تمامهكما زعموه، فإنه أيضا مع بعده لا يجري فيغير هذا اللفظ من ما تضمن هذا المعنى. وبالجملة فالمسألة من ما تعارض فيه الاخبارلامتناع الجمع بينها إلا بتعسف شديد،فالصواب أن يقال فيها روايتان: إحداهماموافقة لقاعدة أهل الحساب و هي معتبرة إلاانها انما تعتبر إذا تغيمت السماء و تعذرتالرؤية- كما يأتي في باب العلامة عند تعذرالرؤية بيانه- لا مطلقا و مخالفة للعامةعلى ما قاله في الفقيه، و ذلك من ما يوجبرجحانها إلا انها غير مطابقة للظواهر والعمومات القرآنية، و مع ذلك فهي متضمنةلتعليلات عليلة تنبو عنها العقول السليمةو الطباع المستقيمة و يبعد صدورها عن أئمةالهدى (عليهم السلام) بل هي من ما يستشم منهرائحة الوضع، و الأخرى موافقة للعامة كما