حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 13
لطفا منتظر باشید ...
وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ بانيكون كلاما مستأنفا ليس له ربط بما تقدمهأى ان صومكم خير عظيم لكم و ظاهر الآية انهمرتبط بما تقدمه. و تفصيل هذه الجملة هو انه لا يخفى انالمعلوم من الأدلة العقلية و النقلية أنه(عز و جل) لا يكلف نفسا إلا وسعها و الوسعلغة دون الطاقة كما صرح به في مجمع البيانو غيره. و في التوحيد عن الصادق عليه السلام فيحديث طويل قال: «ما أمر الناس إلا بدونسعتهم و كل شيء أمر الناس بأخذه فهممتسعون له و ما لا يتسعون له فهو موضوععنهم و لكن الناس لا خير فيهم». و في كتاب الاعتقادات للصدوق مرسلا عنالصادق عليه السلام قال: «ما كلف اللهالعباد إلا دون ما يطيقون». و حينئذ فلا تكلف نفس بما هو على قدرطاقتها أى ما يشق عليها تحمله عادة و يعسرعليها، فالآية دلت على ان الذين يطيقونالصوم كالشيخ و الشيخة و ذي العطاش- يعنىمن يكون الصوم على قدر طاقتهم و يكونون معهعلى مشقة و عسر- لم يكلفهم الله تعالى حتمابل خيرهم بينه و بين الفدية توسعة لهم ثمجعل الصوم خيرا لهم من الفدية في الأجر والثواب إذا اختاروه كما قال في مجمعالبيان: قوله «وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌلَكُمْ» يعنى من الإفطار و الفدية. و بما أوضحناه يظهر ان المراد من الآية هوان من أمكنه الصوم بمشقة فإنه قد جوز لهالإفطار و الفدية و لا تعرض فيها للعاجزعنه بالكلية إلا ان كان كما ذكره فيالمختلف من الدلالة بالمفهوم. و اما الاخبار التي ادعى دلالتها على ذلكبإطلاقها فالظاهر ان المنساق منها