و بعد أن يصل إلى الارض ساجدا مع انقضاء التكبير و إن أخر التكبير عن ذلك أو كبر معتدلا أو ترك التكبير كرهت ذلك له و لا إعادة و لا سجود للسهو عليه و لو أطال القيام بذكر الله عز و جل يدعو و ساهيا و هو لا ينوى به القنوت كرهت ذلك له و لا إعادة و لا سجود للسهو لان القراءة من عمل الصلاة في هذا الموضع و هذا الموضع موضع ذكر قراءة فإن زاد فيه فلا يوجب عليه سهوا و لذلك لو أطال القيام ينوى به القنوت كان عليه سجود السهو لان القنوت عمل معدود من عمل الصلاة فإذا عمله في موضعه أوجب عليه السهو .باب كيف السجود أخبرنا الربيع قال ( قال الشافعي ) و أحب أن يبتدئ التكبير قائما و ينحط مكانه ساجدا ثم يكون أول ما يضع على الارض منه ركبتيه ثم يديه ثم وجهه و إن وضع وجهه قبل يديه أو يديه قبل ركبتيه كرهت ذلك و لا إعادة و لا سجود سهو عليه و يسجد على سبع وجهه و كفيه و ركبتيه و صدور قدميه أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال أمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يسجد منه على سبع يديه و ركبتيه و أطراف أصابع قدميه و جبهته و نهى أن يكفت الشعر و الثياب قال سفيان و زادنا فيه ابن طاوس فوضع يديه على جبهته ثم أمرها على أنفه حتى بلغ طرف أنفه و كان أبى يعد هذا واحدا أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان قال أخبرنا عمرو بن دينار سمع طاوسا يحدث عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و سلم أمر أن يسجد منه على سبع و نهى أن يكفت شعره أو ثيابه أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم ابن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن العباس ابن عبد المطلب أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول " إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب وجهه و كفاه و ركبتاه و قدماه ( قال الشافعي ) و كمال فرض السجود و سنته أن يسجد على جبهته و أنفه و راحتيه و ركبتيه و قدميه و إن سجد على جبهته دون أنفه كرهت ذلك له و أجزأه لان الجبهة موضع السجود أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال أخبرني إسحق بن عبد الله عن يحيى بن على ابن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة أو عن رفاعة بن رافع بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر رجلا إذا سجد أن يمكن وجهه من الارض حتى تطمئن مفاصله ثم يكبر فيرفع رأسه و يكبر فيستوى قاعدا يثنى قدميه حتى يقيم صلبه و يخر ساجدا حتى يمكن وجهه بالارض و تطمئن مفاصله فإذا لم يصنع هذا أحدكم لم تتم صلاته ( قال الشافعي ) و لو سجد على بعض جبهته دون جميعها كرهت ذلك له و لم يكن عليه إعادة لانه ساجد على جبهته و لو سجد على أنفه دون جبهته لم يجزه لان الجبهة موضع السجود و إنما سجد و الله أعلم على الانف لاتصاله بها و مقاربته لمساويها و لو سجد على خده أو على صدغه لم يجزه السجود لان الجبهة موضع السجود و لو سجد على رأسه و لم يمس شيئا من جبهته الارض لم يجزه السجود و إن سجد على رأسه فما س شيئا من جبهته الارض أجزأه السجود إن شاء الله تعالى و لو سجد على جبهته و دونها ثوب أو غيره لم يجزه السجود إلا أن يكون جريحا فيكون ذلك عذرا و لو سجد عليها و عليها ثوب متخرق فما س شيئا من جبهته على الارض أجزأه ذلك لانه ساجد وشئ من جبهته على الارض و أحب أن يباشر راحتيه الارض في البرد و الحر فإن لم يفعل و سترها من حر أو برد و سجد