( الشافعي ) فيشبه ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من همه أن يحرق على قوم بيوتهم أن يكون قاله في قوم تخلفوا عن صلاة العشاء لنفاق و الله تعالى أعلم فلا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر و إن تخلف أحد صلاها منفردا لم يكن عليه إعادتها صلاها قبل صلاة الامام أو بعدها إلا صلاة الجمعة فإن على من صلاها ظهرا قبل صلاة الامام إعادتها لان إتيانها فرض بين و الله تعالى أعلم و كل جماعة صلى فيها رجل في بيته أو في مسجد صغير أو كبير قليل الجماعة أو كثيرها أجزأت عنه و المسجد الاعظم و حيث كثرت الجماعة أحب إلى و إن كان لرجل مسجد يجمع فيه ففاتته فيه الصلاة فإن أتى مسجد جماعة غيره كان أحب إلى و إن لم يأته وصلى في مسجد منفردا فحسن و إذا كان للمسجد إمام راتب ففاتت رجلا أو رجالا فيه الصلاة صلوا فرادى و لا احب أن يصلوا فيه جماعة فإن فعلوا أجزأتهم الجماعة فيه و إنما كرهت ذلك لهم لانه ليس مما فعل السلف قبلنا بل قد عابه بعضهم ( قال الشافعي ) و أحسب كراهية من كره ذلك منهم إنما كان لتفرق الكلمة و أن يرغب رجل عن الصلاة خلف إمام جماعة فيتخلف هو و من أراد عن المسجد في وقت الصلاة فإذا قضيت دخلوا فجمعوا فيكون في هذا اختلاف و تفرق كلمة و فيهما المكروه و إنما أكره هذا في كل مسجد له إمام و مؤذن فأما مسجد بني على ظهر الطريق أو ناحية لا يؤذن فيه مؤذن راتب و لا يكون له إمام معلوم و يصلى فيه المارة و يستظلون فلا أكره ذلك فيه لانه ليس فيه المعنى الذي وصفت من تفرق الكلمة و أن يرغب رجال عن إمامة رجل فيتخذون إماما غيره و إن صلى جماعة في مسجد له إمام ثم صلى فيه آخرون في جماعة بعدهم كرهت ذلك لهم لما وصفت و أجزأتهم صلاتهم .فضل الجماعة و الصلاة معهم ( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع و عشرين درجة ( 1 ) أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال = رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو معضل فإنه سقط منه التابعى و هو في موطأ يحيى بن يحيى روايتنا سعيد بن المسيب و هو في أول ترجمة ما جاء في العتمة و الصبح و فيه يحيى عن مالك عن عبد الرحمن بن حرملة الاسلمى عن سعيد بن المسيب فذكره بلفظه و سقط فيه الصحابي فظهر أنه معضل .( 1 ) قال السراج البلقينى : حديث ابن عمر هذا هو في الموطأ رواية يحيى بن يحيى روايتنا عن مالك كذلك و رواه البخارى عن عبد الله بن يوسف عن مالك مثل ذلك و أخرجه مسلم من طريق يحيى بن يحيى و لفظه صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع و عشرين درجة و أخرج البخاري من طريق شعيب عن نافع عن ابن عمر تفضلها بسبع و عشرين درجة و أخرج مسلم من طريق عبيد الله عن نافع عن ابن عمر و لفظه صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاته وحده سبعا و عشرين و فى رواية له عن عبيد الله بضعا و عشرين و فى رواية له عن الضحاك عن نافع بضعا و عشرين .