العذر في ترك الجماعة
صلاة الجماعة افضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة و عشرين جزءا ( 1 )( قال الشافعي ) و الثلاثة فصاعدا إذا أمهم أحدهم جماعة و أرجو أن يكون الاثنان يؤم أحدهما الآخر جماعة و لا أحب لاحد ترك الجماعة و لو صلاها بنسائه أو رقيقه أو أمه أو بعض ولده في بيته و إنما منعنى ان أقول صلاة الرجل لا تجوز وحده و هو يقدر على جماعة بحال تفضيل النبي صلى الله عليه و سلم صلاة الجماعة على صلاة المنفرد و لم يقل لا تجزي المنفرد صلاته و إنا قد حفظنا أن قد فاتت رجالا مع الصلاة فصلوا بعلمه منفردين و قد كانوا قادرين على أن يجمعوا و أن قد فاتت الصلاة في الجماعة قوما فجاءوا المسجد فصلى كل واحد منهم متفردا و قد كانوا قادرين على أن يجمعوا في المسجد فصلى كل واحد منهم منفردا و إنما كرهوا لئلا يجمعوا في مسجد مرتين و لا بأس أن يخرجوا إلى موضع فيجمعوا فيه و إنما صلاة الجماعة بأن يأتم المصلون برجل فإذا ائتم واحد برجل فهي صلاة جماعة و كلما كثرة الجماعة مع الامام كان أحب ألى و أقرب إن شاء الله تعالى من الفضل .العذر في ترك الجماعة ( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أنه أذن في ليلة ذات برد و ريح فقال ألا صلوا في الرحال ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول ألا صلوا في الرحال أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر مناديه في الليلة المطيرة و الليلة الباردة ذات ريح ألا صلوا في رحالكم أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة بن أبيه عن عبد الله بن الارقم أنه كان يؤم أصحابه يوما فذهب لحاجته ثم رجع فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا وجد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا الثقة عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الارقم أنه خرج إلى مكة فصحبه قوم فكان يؤمهم فأقام الصلاة و قدم رجلا و قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أقيمت1 - قال السراج البلقينى : نبه البيهقي في السنن و المعرفة على أن الربيع روى هذا الحديث عن مالك عن أبى الزناد عن الاعرج و رواه المزني و حرملة زاد في المعرفة و الزعفراني في القديم عن الشافعي عن مالك عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة و هو المشهور عن مالك ثم أسنده البيهقي في السنن من حديث القعنبي عن مالك عن الزهرى عن ابن المسيب ثم أخرجه من حديث يحيى بن يحيى عن مالك كذلك و قال رواه مسلم في الصحيح عن يحيى ابن يحيى و الذى رواه البيهقي عن يحيى بن يحيى هو في روايتنا في الموطأ كذلك قال البيهقي فمن الحفاظ من زعم أن الربيع واهم في روايته و منهم من زعم أن مالك بن أنس روى خارج الموطأ عدة أحاديث بغير تلك الاسانيد التي في الموطأ و أخرج من طريق روح بن عبادة عن مالك عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فضل صلاة الرجل في الجماعة على صلاته وحده خمسة و عشرون جزءا و ما ذكره البيهقي عن روح خالف فيه الحفاظ و ممن رواه عن الزهرى معمر أخرجه مسلم في صحيحه و ذكره البيهقي و عن أبى هريرة في ذلك روايات معروفة .