موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
فيه عادي في موطن الأجداد.
وأنجزت رواية السمعاني أهم مفردات ما ذكرنا ـ والذي توفي في (562هـ) ـ أي بعد موت عادي بخمس سنوات، يشرح فيها السمعاني عن قومنا آنذاك في كتابه (الأنساب) في الصفحة (600): ".. يتزهدون في القرى التي في تلك الجبال، ويأكلون الحال، وقلّما يخالطون الناس، ويعتقدون الأمانة ـ أي الإمامة ـ في يزيد ابن معاوية (!)، وكونه على الحق، ورأيت جماعة منهم في جامع المرج، وسمعت أن الأديب الحسن بن بندار البروجردي، وكان فاضلا مسفاراً، نزل عليهم بسنجار، ودخل مسجداً لهم..".
ومن الشاهد التأريخي نلمس أمرين، أحدهما: أن قومنا مسلمون وسِمَتهم المسجد والجامع. والآخر: بروز واحدة من مؤشرات الانحراف ـ آنذاك ـ من إيهام عادي لأجدادنا بقدسيّة رمز بغيض هو يزيد الأموي، وإدماج تلك الفكرة الشاذّة والمنشقة في عقيدة القوم الدينية، عبر توظيفه (أي عادي) مزالق التصوف لاعتبارات أمويّة.
وحاضرنا، ما زال يكتظّ بالنماذج المحرّفة والمبدّلة، والتي يكاد البعض منها ينطق لحاله عن أصل القوم الديني، والنموذج الآتي يُعبّر عن نتاج روحي مُشوّه لتلاقح فكري خاطىء، وكذلك يحمل نموذجنا دلالات عدة لموضوعات مختلفة سنطّلع عليها لاحقاً.
فقد يستحضر الذهن من كلمة (الحج) زيارة البيت المحرم في مكة المكرمة وما تضم من اعتلاء لجبل عرفات أيضاً، والارتواء من بئر زمزم هناك.. وغيرها، حيث تؤدى تلك الشعائر ـ كما هو معروف ـ في شهر ذي الحجة الحرام.. وعيد الأضحى.
أما حج ملتنا الممسوخ ـ وللأسف ـ ففي قرية موصلية نائية حيث قبر