موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
ذلك كتباً عديدة أمثال: (أسد الغابة في تمييز الصحابة)، و(الاصابة في معرفة الصحابة)، و(ميزان الاعتدال)، وغيرها من الكتب التي تناولت حياة الصحابة بالنّقد والتحليل ولكنّها من وجهة نظر أهل السنّة والجماعة.وثمة إشكال يتلخص في أن العلماء الأوائل غالباً ما كانوا يكتبون ويؤرخون بالنحو الذي يوافق آراء الحكام من الأمويين والعباسيين الذين عرفوا بعدائهم لأهل البيت النبويّ، بل ولكل من يشايعهم ويتبع نهجهم، ولهذا فليس من الانصاف الاعتماد على أقوالهم دون أقوال غيرهم من علماء المسلمين الذين اضطهدتهم تلك الحكومات وشرّدتهم وقتلتهم لأنهم كانوا أتباع أهل البيت وكانوا مصدر تلك الثورات ضد السلطات الغاشمة والمنحرفة.والمشكل الأساسي في كل ذلك هو الصحابة، فهم الذين اختلفوا في أن يكتب لهم رسول الله ذلك الكتاب الذي يعصمهم من الضلالة إلى قيام السّاعة واختلافهم هذا هو الذي حرم الأمّة الإسلامية من هذه الفضيلة ورماها في الضلالة حتى انقسمت وتفرّقت وتنازعت وفشلت وذهبت ريحها.وهم الذين اختلفوا في الخلافة فتوزعوا بين حزب حاكم وحزب معارض وسبّب ذلك تخلّف الأمة وانقسامها إلى شيعة علي وشيعة معاوية، وهم الذين اختلفوا في تفسير كتاب الله وأحاديث رسوله فكانت المذاهب والفرق والملل والنحل، ونشأت من ذلك المدارس الكلامية والفكرية المختلفة وبرزت فلسفات متنوعة أملتها دوافع سياسية محضة تتصل بطموحات الهيمنة على السلطة والحكم...فالمسلمون لم ينقسموا ولم يختلفوا في شيء لولا الصحابة وكل خلاف نشأ وينشأ إنما يعود إلى اختلافهم في الصحابة. فالربّ واحد والقرآن واحد والرسول واحد والقبلة واحدة وهم متّفقون على ذلك، وبدأ الخلاف والاختلاف في الصحابة