موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
المفاجآت في عده الأخير شمس، ما لم تُخصّب لها الأرضية من قبل؟
وهذا التساؤل يجيب بذاته، من أن التفجّر السلبي الحاصل، كانت نتيجة تراكمات صوفية مضطردة، إنما طَفحت دلائلها في عهد شمس المذكور، ليستغلها بالشكل الذي ذكره المؤلفون.
وبمعنى أيسر، إن شمس أفصح بعدائه عن اتجاه المقاصد الأموية الخفيّة لسابقيه، فلو أن التركيبة الأموية من قبل شمس (أي عادي، صخر، عدي الثاني) أهمهم أمر الدين، وعملوا للغاية الدينية في أوساط المريدين لما استطاع شمس أن يملي عقائده ضد الدين، ولما استدعى ظهور الزيغ والضلال، ولما تمرّد لإعادة الجاهلية، أو يُنبز بالمتألّه، ولكن النفر السابقين عملوا لترسيخ منحرفات التصوف وإشاعة أمويتهم.
ومن مفارقات الفتنة الظاهرة في عهد شمس، كان أهمها انشعاب غايتين، فالرباعي الأموي أراد من وسيلة التصوف الانفتال عن الإسلام والانفكاك عنه، واعادة الحلم الجاهلي القديم، أما الضحايا المريدون فقد أرادوا من وسيلة التصوف المغلوط نيل الآخرة، والغايتان المتشابكتان بدخولها باكورة الأحداث الدامية في عهد مشيخة شمس، خرجت بانتصار الغاية الأموية على غاية المريدين(1)، ليضحى الشيطان والأموية ورضاهما، هما معيار القربة والسخط، أو قبول الأعمال وردّها إلى هذا اليوم.
ثم.. وعلى هذا الضياع تُولَد أجيال قومنا، وعلى الظلمات ترحل أخرى".