موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
برسالة منه، وافترقنا.وبعد بضعة أيام جاءتني دعوة من رئيس المحكمة وهو يأمرني بإحضار الكتاب والأدلّة على عدم بطلان ذلك الزواج بين (الرضيعين)!، وذهبت محمّلا بعدّة مصادر انتقيتها مسبّقاً ووضعت في كلّ منها بطاقة في باب الرضاعة ليسهل تخريجه في لحظة واحدة، وذهبت في اليوم والساعة المذكورة واستقبلني كاتب الرئيس وأدخلني إلى مكتب الرّئيس وفوجئت برئيس المحكمة الإبتدائية ورئيس محكمة الناحية ووكيل الجمهورية ومعهم ثلاثة أعضاء وكلهم يرتدون لباسهم الخاص للقضاء وكأنّهم في جلسة رسمية، ولاحظت أيضاً أن زوج المرأة يجلس في آخر القاعة قبالهم، وسلّمت على الجميع فكانوا كلّهم ينظرون إلي بإشمئزاز وإحتقار ولمّا جلست كلّمني الرئيس بلهجة خشنة قائلا:ـ أنت هو التيجاني السماوي؟ قلت: نعم.ـ قال: أنت الذي أفتيت بصحّة الزواج في هذه القضية؟ـ قلت: لا لست أنا بمفت، ولكنّ الأئمة وعلماء المسلمين هم الذين أفتوا بحلّيته وصحّته!ـ قال: ومن أجل ذلك دعوناك، وأنت الآن في قفص الإتّهام، فإذا لم تثبت دعواك بالدّليل فسوف نحكم بسجنك وسوف لن تخرج من هنا إلاّ إلى السجن.وعرفت وقتها أنّني بالفعل في قفص الإتّهام، لا لأنني أفتيت في هذه القضية، ولكن لأنّ بعض علماء السّوء حدّث هؤلاء الحكام بأنّني صاحب فتنة وأنّني أسبّ الصحابة وأبثّ التشيّع لآل البيت النبوي، وقد قال له رئيس المحكمة إذا أتيتني بشاهدين ضدّه فسوف ألقيه في السجن.أضف إلى ذلك فأنّ جماعة الإخوان المسلمين استغلّوا هذه الفتوى وروّجوا لدى الخاص والعام بأنّني أبيح نكاح الأخوات وهو قول الشيعة على زعمهم!