موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
وعنده دورة تحفيظ القرآن الكريم وواعدته في الأسبوع الذي يليه، ولكنه للأسف خرج من المسجد عندما رآني وأنا أصلي. ولم يلتفت إلي...فعرفت أنه لم ولن يقرأ الكتاب، فلم أعد له ولم يتصل بي، ولكني عرفت رأيه من نظرة بعض الأصدقاء لي ونفورهم وكلامهم لي: لماذا تركت مذهبي واعتقادي السابق وكنت دائماً أشرح لهم وأعرَّفهم الحق وقد اهتدى البعض، واستنكف آخرون لأنهم كانوا يأخذون بكلام مشايخهم وإن كان بلا دليل، ويرفضون كلامي وإن أتيت عليه بألف دليل من الكتاب والسنة. وقد نسوا قول الله تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَـنَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ...)(1).ومن المعلوم أن النصارى لا يعبدون أحبارهم ولا رهبانهم، بل يطيعونهم فيما يقولون ويصدقونهم ويسلموا لهم دون دليل ودون تعقل أو تفهم، لذلك وصفهم الله بأنهم يعبدونهم من دون الله.فهل يريد منا هؤلاء أن نكون مثلهم، وقد أمرنا الله أن نحكم عقلنا من بعد الكاتب وسنة رسول الله.قال تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَآ..)(2).لذلك فقد حررت عقلي ومضيت في سبيل الله لا أخشى لومة لائم، وبذلك قد نزعت التعصب الأعمى وما أورثه لي أسلافي، فانكشف لي ما حاولوا تغطيته والتعتيم عليه عبر العصور.وما أحوجنا الآن إلى أن يدرس هذا التاريخ الذي اختفى من ورائه النزاع السياسي والصراع الطائفي دراسة واقعية على ضوء التحقيق العلمي المجرّد عن التعصب والتحيز ليظهر الحق والحق أحق أن يتبع.