موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
يتهدد ويتوعد الناس، وهو يقول: إن رسول الله لم يمت ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب نبي الله موسى، وإنه سيعود ويقطع أيدي وأرجل رجال يزعمون أنه مات. وكان لا يدع أحداً يدخل إلى الدار، فقلت له: على رسلك يا عمر أنصت، فأبى إلاّ أن يتكلم، فلما رأيته لا ينصت دخلت وكان رسول الله مسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة فكشفت عن وجهه وقبلته، وقلت بأبي أنت وأمي أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها، ثم لن يصيبك بعدها موتة أبداً، ثم رددت الثوب على وجهه، ثم خرجت وأقبلت على الناس، فحمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت:ـ (أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلوت هذه الآية): (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَـبِكُمْ..) إلى آخر الآية..(1)فوالله لكأن الناس لم يعملوا أن هذه الآية نزلت على رسول الله فأتاني عمر، وأخبرني أن أخرج إليه، وعندما خرجت أخبرني أن بعض الأنصار مجتمعون في سقيفة بني ساعدة، لأمر ولابد أن نكون هناك حتى لا يقطع أمر لا نكون فيه، فذهبنا وأخذنا معنا أبا عبيدة بن الجراح في وطريقنا باتجاه السقيفة وجدنا (عويم ابن ساعدة الأنصاري ومعن بن عدي) وهما من صفوة الأنصار وممن شهدوا بدراً.وقالوا لنا: أرجعوا وأقضوا أمركم بينكم.فلم نلتفت إليهم وتابعنا مسيرنا إلى السقيفة، وعندما وصلنا وجدنا جماعة من الأنصار ويوجد بينهم رجل مزمّل.فقلنا لهم: من هذا الرجل.فقالوا: سعد بن عبادة. وقد كان مريضاً لا يقوى على الوقوف.وهنا حاول عمر أن يتكلم ولكني منعته وبدأت الكلام فحمدت الله وأثنيت