موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
ـ وليس للحياة في الدنيا خلود (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُم مَّيِّتُونَ )(1)، وأما بعد هذه الحياة التي نعبّر عنها (بالموت) فهل هناك حياة أخرى؟ أم ان الإنسان ينعدم بالموت ولا حياة اخرى؟ أكدت الأديان السماوية على الحياة الثانية، وإن فيها يكون العدل والحساب يثاب المطيع ويعاقب العاصي، ويعتبر الحياة الدنيا دور العمل والآخرة دور الجزاء قال تعالى:(تَبَـرَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ * الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)(2).(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ )(3).ويقول الإمام علي(عليه السلام): (إنما الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم واخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج أبدانكم ففيها اختبرتم ولغيرها خلقتم)(4).إذاً فالموت حياة تتعقب الحياة الدنيا ذلك أن الإنسان متكون من روح وجسد، والروح هي الشخصية الأخرى التي لا تتغير باختلاف الأحوال... والموت يفرق بين الروح والجسد، ولا يبقى في القبر سوى الجسد الذي سوف يتحول إلى حالات أخرى، وتبقى نسبة التراب إلى الإنسان ولو بعد آلاف السنين، والشيء الذي يمنع من الاعتقاد بالمعاد هو: إن جسد الإنسان الميت بعد هذه التطورات كيف يتكون من جديد؟ وكيف يصير حياً بعد انعدامه بآلاف السنين؟ وقد يبدو سؤالا بلا جواب، ولكن لحظة قصيرة مع العلم توقفنا على أن الإنسان