موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
باعتباره موجوداً مادياً، لا يتصور فيه كيمياوياً الفناء والعدم وإنما تطرأ الأحوال المختلفة على العنصر والمادة ونكتفي بمثل بسيط فالماء مكوَّن من عنصرين هما غاز الأوكسجين وغاز الهيدروجين يمكن تجزئتهما بالتحليل الكيمياوي، فإذا تركب عنصر الأوكسجين مع الهيدروجين يتكون الماء، وإذا تركب مع شيء آخر يتكون شيء آخر، إذاً فغاز الأوكسجين عنصر تطرأ عليه الحالات المختلفة ويمكن تحليلها كيمياوياً بتجزئة العناصر الطبيعية من غيرها، والإنسان بموته إنما تنتقل عناصره المادية إلى حالة أخرى، والله العالم بكل شيء، عالمٌ بحالتي الإنسان قبل الموت وبعده، وعالم بمصير عناصره، وبما أنه تعالى القدرة العليا فهو قادر على تجزئة هذه العناصر وتحليلها حتى يتكوّن الإنسان الذي تحولت هذه العناصر منه فيكوّنه إنساناً من جديد برد الروح إليه قال تعالى:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَ هِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَل مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )(1).وتصح نسبة الإنسان المكوَّن من نفس العناصر والروح ولو بعد آلاف السنين، كما تصح نسبة القبر إلى من دفن فيه قبل آلاف السنين، وهكذا يعتبر الاعتقاد بالبعث والمعاد امتداداً للاعتقاد بالقدرة العليا وإن الله على كل شيء قدير، فإنك لم تكن موجوداً فوجدت والقدرة التي أوجدتك من العدم قادرة على ايجادك من العدم بعد الموت.قال تعالى: (وَ ضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَ نَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْىِ الْعِظَـمَ وَ هِىَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّة وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْق عَلِيمٌ )(2).